ترك برس
قال خبراء وباحثون إنّ تركيا مازالت أقرب الدول إلى المعارضة السورية رغم تحول سياستها في سوريا، مشيرين إلى ضرورة تنسيق المعارضة السورية مع الحكومة التركية لضمان حماية الثورة من الانهيار في الوقت الراهن.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه في موقع "تويتر"، قال الباحث الفلسطيني المتخصص في الشأن التركي سعيد الحاج، إنه "رغم تحول سياستها في سوريا، ما زالت تركيا اقرب الدول للمعارضة السورية، بهامش تعاون كبير ولا بديل عنها، والمصير مشترك".
وأضاف الحاج: "أعظم جريمة ترتكب هي خسارة تركيا أو استعداؤها أو دفعها لمزيد من التحول والتقارب مع روسيا بخوض معارك جانبية معها"، مشدّدا على أن "تركيا صديق وليست خصما".
بدوره، قال المفكر الإسلامي أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في قطر، محمد مختار الشنقيطي، إن استفراد تركيا وروسيا بوقف إطلاق النار في سوريا، دون الأميركيين و(بعض) العرب، قد يكون أفضل للشعب السوري، فروسيا عدو واضح، وتركيا صديق واضح".
وأشار الشنقيطي إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا يمنح الثورة السورية فرصة ترتيب صفها العسكري والسياسي ويدرأ عنها خطر الاستئصال الذي تسعى إليه إيران".
وخاطب المفكّر الموريتاني المعارضة السورية قائلًا: "أيها الثوار الأحرار في سوريا: إذا لم تستطع تركيا أن تعينكم على النصر، فساعدوها في إعانتكم على تجنب الهزيمة.. فالسياسة فن تحقيق الممكن".
وأضاف: "إذا استطاعت تركيا والثوار السوريون تحجيم روسيا في المنطقة العلوية ضمن فيدرالية من غير الأسد، ثم إخراج إيران من اللعبة، فيكون هذا مكسبا مهما".
واعتبر الشنقيطي أن هناك "أمران سيحفظان الثورة السورية من الانهيار الآن، ويضمنان لها الانتصار في المستقبل، بإذن الله: الصمود في إدلب، والتنسيق مع تركيا والصبر عليها".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت روسيا وتركيا والنظام السوري التوقيع على اتفاق مع المعارضة السورية لوقف إطلاق نار شامل في أنحاء سوريا يبدأ عند منتصف هذه الليلة، تمهيدا لمفاوضات سياسية بمشاركة قوى إقليمية ودولية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه تم اليوم الخميس توقيع ثلاث وثائق بين المعارضة والنظام السوريين، تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار والرقابة عليه، والاستعداد لمفاوضات حول السلام في سوريا.
من جانبها قالت الخارجية التركية إن أنقرة وموسكو ستعملان كضامنين لوقف لإطلاق النار، وقالت تركيا إن اتفاق وقف إطلاق النار يستثني التنظيمات التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي تنظيمات إرهابية، مشيرة إلى أهمية دعم الدول المؤثرة على الأطراف المقاتلة.
وعقب الإعلان الروسي والتركي عن هذا الاتفاق، أعلن الجيش السوري النظامي بدوره وقفا شاملا للعمليات القتالية على جميع الأراضي السورية، على أن يستثني تنظيم الدولة وفتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، وفق بيان الجيش.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!