ترك برس
أفاد تقرير قدمته وزارة الدفاع التركية للجنة تحقيق برلمانية تركية بأن طائرات أف16 المشاركة في محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو الفاشلة حلّقت تزامنًا مع تحليق طائرة الوقود التي أقلعت من قاعدة إنجرليك ويُعتقد أنها استُخدِمت لتزويد تلك الطائرات بالوقود.
وحسب التقرير المقدم للجنة التحقيق البرلمانية التي شُكّلت بعد 15 تموز في إطار جهود للتحقيق بشأن محاولة الانقلاب الدموية، فإن حركة الطيران في تلك الليلة أكدت أن طائرات أف16 التي قصفت القصر الرئاسي والبرلمان ومقر القوات الخاصة كانت على تواصل مع طائرة الوقود التي غادرت قاعدة إنجرليك.
كما أشار التقرير الذي يحمل توقيع وزير الدفاع التركي فكري إشيك، إلى أنه تمت ملاحظة إقلاع طائرة الوقود التي حلقت تحت اسم “أسينا 01” (Asena 01) في الساعة 9:53 مساء من تلك الليلة، وأنه تم تعقّبها بالرادار حتى الساعة 5:28 فجر 16 تموز.
وقال التقرير: “حلّق سرب الطائرات التي يشتبه بأنها من طراز أف16 قرب طائرة الوقود في فجر 16 تموز وتحديدًا من الساعة 3:10 حتى 3:27 فجرًا، ومن الساعة 4:00 حتى 4:17، ومن الساعة 4:48 حتى 5:05، وواصلت التحليق مع طائرة الوقود لحوالي 16-17 دقيقة”.
علاوة على ذلك، تم تتبّع طائرة الوقود “أسينا 02” (Asena 02) التي لوحظ تحليقها في الساعة 9:50 مساء 15 تموز حتى الساعة 5:28 فجر 16 تموز، حيث حلّقت مع سرب طائرات أف16 حسب تقرير وزارة الدفاع.
وأشار التقرير إلى أن طائرة وقود ثالثة تحت اسم “أسينا 03” (Asena 03) قد حلّقت من قاعدة إنجرليك الجوية مع سرب طائرات أف16 في الساعة 5:24 و5:33 فجر 16 تموز، وقال: “لا يوجد دليل قاطع على حدوث نشاط تزويد بالوقود خلال تحليق طائرة الوقود في 16 تموز، وقد اعتُبِر أن نشاط التزود بالوقود تم في الجو عند النظر في وقت تحليق سرب طائرات أف16 وطائرات التزود بالوقود”.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من التحذيرات من قبل القيادة المشتركة لسلاح الجو (JFAC) لطائرة الوقود أسيما وسرب طائرات أف16 وأمر كل الطائرات الحربية التي أقلعت دون إذن من القيادة بالعودة إلى قواعدها وإلا سيتم استهدافها، إلا أن طياري هذه الطائرات لم يستجيبوا وواصلوا أنشطتهم.
وكانت المعلومات بشأن أنشطة قاعدة إنجرليك الجوية قد ظهرت في وقت سابق بعد محاولة انقلاب 15 تموز، حين قال مسؤول رفيع المستوى لم يفصح عن اسمه إن القائد التركي للقاعدة قد احتُجِز للنظر في تواطؤه بهذا الشأن. كما صرح جاويش أوغلو في تموز كذلك بأن جنودًا من قاعدة إنجرليك تورطوا في محاولة الانقلاب.
وقد أُغلقت قاعدة إنجرليك الجوية خلال محاولة الانقلاب بسبب المخاوف بشأن طائرات أف16. وأُعيد فتح المجال الجوي حول القاعدة بعد أيام من 15 تموز لتتمكن الطائرات الأمريكية المشاركة في القتال ضد مقاتلي داعش في العراق وسوريا من متابعة عملياتها.
اسـتمـرار خـلاف أنـقـرة وواشنـطن حـول قـاعـدة إنـجرلــيك
إضافة إلى تقرير وزارة الدفاع حول تورط طائرة الوقود التي أقلعت من قاعدة إنجرليك في محاولة الانقلاب، فقد قال وزير الدفاع التركي فكري إشيك في مقابلة تلفزيونية في 6 كانون الثاني/ يناير الجاري إن قاعدة إنجرليك ليست شيئًا يغلق فورًا كما أنها ليست قاعدة لحلف شمال الأطلسي “ناتو”. ورأى إيشيك أن واشنطن تواجه الآن تهديد إغلاق قاعدة إنجرليك، وذلك بعد تجاهلها تحذيرات أنقرة المتكررة من دعمها المتواصل للفرع السوري لتنظيم بي كي كي حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب.
وفي الواقع، تتواجد القوات الأمريكية في قاعدة إنجرليك بإذن من الدولة التركية حسب إيشيك، وإذا شعرت تركيا بأن مصالحها القومية مهددة فإنها ستنظر في مسألة إغلاق القاعدة. ومع ذلك، أكد إيشيك أن التواصل ما يزال مستمرًا مع الجانب الأمريكي ولا تزال تركيا تتوقع الصدق من الجانب الأمريكي، ومع استمرار المفاوضات فإن الكلمة الأخيرة تبقى لتركيا.
وقبل حديث إيشيك، صرح الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن يوم الخميس بأن الاستراتيجية الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، التي تركز على وحدات حماية الشعب في القتال ضد داعش ليس صحيحة، مؤكدًا أن لتركيا الحق في إغلاق القاعدة، ومع ذلك، ينبغي تقييم الظروف، وفي النهاية لتركيا حق الملكية وحق السيادة. وفي رد على تصريح المسؤولين الأتراك، صرح المتحدث باسم البنتاغون جون دوريان بأن قاعدة إنجرليك الدولية لا تقدر بثمن بالنسبة للولايات المتحدة، مضيفًا أن “التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش ممتن للسماح بالوصول إلى قاعدة إنجرليك ويأمل استمرار ذلك”.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!