مينيكسي توكياي - آراب نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس
يرى محللون أن تهديد تركيا بإغلاق قاعدة إنجرليك الجوية جنوبي البلاد أمام طلعات قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قد آتى أكله، فقد أعلنت الولايات المتحدة أخيرا قرارها بتقديم الدعم الجوي الاستخباراتي المنتظم إلى تركيا في عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش في مدينة الباب السورية.
لا تتبع قاعدة إنجرليك حلف الناتو، لكن القاعدة الجوية التركية ما تزال مفتوحة أمام عمليات قوات الحلف نظر ا لمسؤولية أنقرة في إطار الناتو. وجاءت هذه الخطوة الأمريكية بعد اتصالات مع واشنطن استمرت لأكثر من شهر أجراها مسؤولون أتراك كبار مثل إبراهيم كالن كبير مساعدي الرئيس أردوغان، ومولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية، من أجل دعم القوات التركية في معركتها ضد داعش.
كانت هناك تساؤلات حول استخدام قوات التحالف لقاعدة إنجرليك في عملياتها التي ينظر إليها على أنها لا تدعم تركيا في عملية درع الفرات ضد داعش في مدينة الباب ذات الموقع المهم في محاربة التنظيم. وعلاوة على ذلك فإن تعاون واشنطون الوثيق مع وحدات الحماية الكردية في مكافحة داعش أصاب تركيا بخيبة أمل، حيث تصر أنقرة على انسحاب الميليشيات الكردية إلى شرق نهر الفرات وإنهاء التعاون الأمريكي معها.
تعتبر أنقرة أيضا وحدات الحماية الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا، ويشن تمردا مسلحا منذ ثلاثة عقود في المحافظات الجنوبية الشرقية في تركيا.
استخدمت قوات التحالف المناهض لداعش قاعدة إنجرليك منذ يوليو/ تموز 2015 في عمليات مشتركة ضد المسلحين في سوريا، في حين تشن الطائرات الأمريكية عملياتها ضد داعش من تركيا. وفي شهر فبراير/ شباط استخدمت المقاتلات السعودية القاعدة في توجيه ضربات جوية لداعش.
توجه رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم إلى بغداد في السابع من يناير/كانون الثاني، وأجرى محادثات مع نظيره العراقي حيدر العبادي تتعلق بالقوات التركية المنتشرة في قاعدة بعشيقة شمالي العراق، وفي حين تصف بغداد هذه القوات بأنها قوة احتلال، تقول أنقرة إنها تدرب القوات السنية في المعسكر للقيام بعمليات لتحرير الموصل.
من جانبه أعلن وزير الدفاع التركي فكري إشيك يوم الأربعاء أن القوات التركية لن تنسحب من بعشيقة حتى يتم القضاء على داعش، وكان إشيك قد قال في مطلع الشهر الحالي إن عدم تقديم قوات التحالف الدعم لتركيا في عملية درع الفرات يثير تساؤلات حول مهمة قاعدة إنجرليك. بينما قال هشام العلاوي سفير العراق لدى أنقرة أن تركيا ستنسحب من بعشيقة بعد عملية الموصل، على أمل أن يتم ذلك في غضون ثلاثة أشهر.
دعـم لـعـمـلـيـة درع الـفـرات
يرى مايكل ستيفينز، الباحث في الشرق الاوسط ومدير فرع المعهد الملكي للدراسات المتحدة البريطاني في قطر، أن تقديم الولايات المتحدة الدعم لعملية درع الفرات التركي خطوة إيجابية. وقال ستيفينز لآراب نيوز إن هذا الدعم سيضيف مستوى من الدقة والفاعلية للعمليات العسكرية التركية، وسيكون له بالتأكيد آثار مهمة من بينها تقليل خطر سقوط ضحايا مدنيين، والإسراع بإضعاف نشاطات داعش.
وأضاف ستيفينز أنه لا يعتقد أن الدعم الأمريكي سيفيد العمليات العسكرية التركية ضد الميليشيات الكردية التي تشارك في المعركة على داعش.
عـصـر تـرامـب الـجـديـد
مع تولي دونالد ترامب الرئاسة في العشرين من يناير تتوقع تركيا أن تفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة في مجال التعاون الإقليمي. ويشير ستيفينز إلى أنه ما يزال من غير المعروف كيف ستغير إدارة ترامب السياسة الأمريكية في هذه المسألة بالتحديد، ولكن إذا بقيت الأمور على ما هي عليه، فإن الولايت المتحدة لن تستخدم أسلحتها وقوتها العسكرية ضد وحدات الحماية الشعبية الكردية.
ووفقا لستيفينز فإن حديث تركيا عن إغلاق محتمل للقاعدة الجوية الأهم من الناحية الاستراتيجية بالنسبة إلى شركاء الائتلاف كان له تأثير جزئي على القرار الأخير للولايات المتحدة بتقديم الدعم لتركيا، لكن القرار كان استراتيجيا في المقام الأول.
وقال ستيفينز "أدركت الولايات المتحدة أيضا أنها تحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لمساعدة تركيا، وأن معركة الباب كان مهمة لمنع توحيد الكانتونات الكردية في شمال سوريا، وكان من شأن هذا التوحيد أن يتسبب في اندلاع حرب بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعده أنقرة الفرع السوري للعمال الكردستاني".
وأضاف "ترغب الولايات المتحدة بشدة في الحفاظ على تركيا داخل حلف الناتو، واستخدام قاعدة إنجرليك هو أمر مهم في هذا الصدد من حيث الأهداف الأمنية المشتركة".
ويعتقد سنان أولغن الدبلوماسي التركي السابق، ورئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية في إسطنبول أن الدعم الاستخباراتي الجوي الامريكي سيكون موضع ترحيب من جانب تركيا خلال عمليتها الصعبة والمستمرة في مدينة الباب، حيث يمكن لهذا الدعم أن يقلل من الخسائر التركية.
وقال أولغن "ليس من المرجح أن يغير الدعم الأمريكي نظرة تركيا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، ولن يؤثر أيضا على أي قرار محتمل بالتحرك ضد مواقع الحزب في داخل مدنية منبج وخارجها في المرحلة التالية من حملتها العسكرية على الحدود".
ويشير أولغن أيضا إلى أن "التهديد بإغلاق قاعدة إنجرليك الجوية ينظر إليه على أنه دليل على عدم ارتياح أنقرة لرفض الولايات المتحدة وقف دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي" .
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس