ترك برس
رأى الدكتور سامي نادر، مدير "معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية" في العاصمة اللبنانية بيروت، أن التقدم الذي حققته قوات النظام السوري وحلفائه في ريف محافظة حلب، يسير وفق "خريطة مرسومة سلفًا تتضمن حدود العمليات العسكرية لكل من الأطراف بالتفصيل".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن نادر قوله إن مدينة الباب "تمثل اليوم الحدود الجديدة وخطوط التماس الجديدة المرسومة في سوريا"، مضيفًا أن خطوط النظام "تتوقف في شمال حلب عند مدينة الباب، بينما لا يتخطى الأتراك هذه المدينة باتجاه الجنوب".
وأشار نادر إلى أن ذلك قد يكون مؤشرًا على تعاون غير معلن، وأن التصريحات التركية باتت واضحة لكيف ستسير عملية "درع الفرات"، "بمعنى الوصول إلى الباب والتمدد شرقًا باتجاه منبج، حتى يتحقق ما قاله الأتراك من أنهم يسعون لخلق منطقة آمنة بمساحة 5 آلاف كيلومتر مربع بدءًا من جرابلس في غرب نهر الفرات، وتصل إلى حدود عفرين غربًا، وتمتد إلى مدينة الباب في العمق جنوبًا".
هذا، ويستبعد نادر أن تكون هناك معارضة أميركية للتقدم التركي في هذه المنطقة، رغم الضوابط الروسية مرسومة الملامح فيها. كما أنه لا يستبعد إمكانية أن يفتح ذلك الباب على تنسيق أميركي في وقت لاحق حول المسألة.
واستدل بما تتوقعه مراكز الدراسات الأميركية حول خيارات واشنطن التي تتحدث عن "الحفاظ على العلاقات مع الأتراك، واحتواء قابلية الأكراد بمعنى التعاون مع الأكراد ضمن حدود كبح طموحهم وقابليتهم على التوسع في ريف حلب الشرقي".
وبحسب "الشرق الأوسط"، يعكس التقدم الميداني لقوات النظام السوري وحلفائه في الريف الشرقي لمحافظة حلب، توازنات إقليمية وتنسيقًا روسيًا لمسار عمليات النظام وقوات "درع الفرات"، يمنع اصطدامهما، كما يمنع تقدم أحدهما إلى مناطق نفوذ الآخر، قد تكون خطوط تماس مرسومة سلفًا.
ورغم تقدم قوات النظام وحلفائه في 47 قرية وبلدة ومزرعة وتلة بنواحي مدينة الباب، فإنه حافظ على "حدود" تحاشي التصادم مع قوات "درع الفرات". وبعد وصول قوات النظام إلى مسافة تقارب الـ1.5 كيلومتر جنوب المدينة، فإنها توقفت، لكنها واصلت التمدد، بعد شهر على إطلاق عمليتها العسكرية بريف حلب الشرقي، شرقًا على طول الضفة الجنوبية لأوتوستراد الباب - الرقة، من غير عبوره شمالاً.
وهذا في رأي البعض ما قد يشير إلى احتمال مساعدة قوات "درع الفرات" عبر استهداف خط إمداد التنظيم إلى "الباب" التي بدأت قوات "درع الفرات" المدعومة من تركيا التوغل فيها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!