ترك برس
يستعد فريق علمي تركي للتوجه إلى القارة القطبية الجنوبية خلال الأيام القليلة القادمة، من أجل رسم الخطوط العريضة، لأول قاعدة بحث علمي تركية، في خامس أكبر قارة على وجه المعمورة.
وذكرت وكالة الأناضول، أن الفريق التركي يتألف من علماء في جامعة إسطنبول التقنية، التي أنشأت أول مركز في تركيا للأبحاث القطبية، وسيتم إنشاء القاعدة برعاية رئاسة الجمهورية التركية ووزارة العلوم والصناعة والتكنولوجيا.
وسلطت مديرة المركز بورجو أوزصوي، في حديثها للأناضول، على أهمية أخذ تركيا مكانها بين دول العالم في القارة القطبية الجنوبية نظرا للمكانة العلمية والقوة الاقتصادية التي تتمتع بها، من أجل إجراء أبحاثها الخاصة بها، سواء بالعلوم الفيزيائية أو علوم الأرض، أو المتعلقة بالتغييرات المناخية أو الحياة الطبيعية.
وأوضحت أنَّ الفريق الذي سيتوجه خلال الأيام القليلة القادمة إلى القارة القطبية، سيجري دراسة أولية، حول المجالات العملية التي سيبحثها العلماء الأتراك، وعن البقعة الجغرافية الأنسب لذلك، وبين أنّ القارة القطبية تعد خامس أكبر قارة، وتعادل مساحتها مساحة تركيا بـ 17 مرة، تنخفض درجة الحرارة في المناطق الساحلية إلى 30 درجة دون الصفر، أما المناطق الداخلية فيها فتصل حتى 90 درجة مئوية دون الصفر.
وتعد القارة القطبية الجنوبية بحسب أوز صوي، ثلاجة الكرة الأرضية مع القطب الشمالي، ومركز سلامٍ وعلمٍ لكافة دول العالم، وهي القارة الوحيدة التي لم تشهد حربا على الإطلاق، ولا تتبع لأي دولة، وتدار من قبل 53 دولة.
وأشارت أوز صوي إلى أنَّ تركيا عضو مراقب في "معاهدة أنتاتريكا" التي وقعت في الأول من ديسمبر/كانون الأول عام 1959، وأن العلماء الأتراك يزورون القارة منذ عام 1960، وأن ثلاثة علماء أتراك يجرون أبحاثهم هناك.
وحول القاعدة التركية، أشارت أوزصوي أنَّ بعض الدول تبقي قواعدها تعمل على مدار العام، وبعضها لثلاثة أشهر فقط في السنة، وأوضحت أن 70 بالمئة من التكاليف تذهب كمصاريف طاقة ومأكل ومشرب ونقل الباحثين والعلماء، أما 30 بالمئة من المصاريف تذهب للأبحاث العلمية.
وقالت مديرة المركز: "مصاريف القاعدة الأمريكية في القارة القطبية الجنوبية تقدر بـ 500 مليون دولار في العام، أما مصاريف القاعدة التشيكية تقدر بـ 250 ألف دولار، أما ماليزيا على الرغم من عدم وجود قاعدة لها تنفق 200 ألف دولار على الأبحاث في السنة الواحدة، بالنسبة للقاعدة البلجيكية تعد قاعدة خضراء قُدر تكلفة بنائها بـ 28 مليون يورو، وتعد الأفضل في القارة.
ونوهت العالمة التركية إلى الشروط القاسية التي يجب أن تتوفر في الطاقم العلمي، من سلامة بدنية ونفسية، من أجل التوجه إلى القارة القطبية،: قائلة: "يجب أن يجتاز الفريق العلمي الاختبارات الطبية والنفسية، إن مشكلة صغيرة في الأسنان تعد كبيرة هناك، لا يوجد في الكثير من المراكز الصحية أطباء، الطقس هناك متقلب جدا، قبل توجهي إلى هناك سحبوا مني كافة أضراس العقل".
وبينت أوزصوي أن القارة جديرة بالبحث والاستكشاف، قائلة: "هي طبيعة بكر لم يمسسها الإنسان، رغم مساحتها الشاسعة تجد فيها في فصل الشتاء ألف عالمٍ وفي الصيف بين أربعة آلاف وستة آلاف عالم".
وأكدت مديرة المركز، أنَّ الأبحاث التي سيجريها الفريق التركي ستكون من أجل الإنسانية جمعاء، وبينت أن التغييرات المناخية لن تستثني دولة دون أخرى.
وتطرقت أوز صوي لآخر الأبحاث التي أجريت في القارة، وتبيّن من خلالها أنَّ نسبة ثاني أوكسيد الكربون في هواء الكرة الأرضية، أصبحت ضعف ما كانت عليه قبل ملايين السنين، وذلك بدراسة الفقاعات الهوائية المحفوظة منذ ملايين السنين، داخل قطع الجليد في القارة.
وختمت العالمة التركية حديثها: "إن القارة القطبية الجنوبية تحوي على 70 بالمئة من احتياطي المياه العذبة في الكرة الأرضية، إن حدث جفاف في الكرة الأرضية، نتيجة الاحتباس الحراري، فإن أنظار العالم ستتوجه إلى هناك، ونحن هناك من أجل المعرفة والبحث. إن رؤية علمنا يرفرف من أجل العلم والمستقبل للأجيال القادمة، مدعاة فخر لنا كأتراك".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!