ترك برس
حصد فيلم "الخوذ البيضاء" السوري جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم وثائقي قصير، إلا أنّ قرار منع مسلمي 7 دول من دخول أمريكا، والذي أصدره ترامب بعيد تسلّمه الرئاسة حال دون إكمال فرحة فريق الفيلم.
واضطر فريق فيلم "الخوذ البيضاء" الذي فاز بجائزة الأوسكار حضور حفل توزيع الجوائز في دورته الـ 89، من إسطنبول بعد انتظار في مطار أتاتورك الدولي استمر لـ 3 أيام، على أمل السفر إلى أمريكا لاستلام جائزتهم.
وبحسب الخبر الذي أوردته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، كان من المفترض أن يكون "خالد الخطيب" المدير التصويري للفيلم، إلى جانب آخرين من فريق العمل يوم السبت المنصرم، على متن الطائرة المتوجهة إلى "لوس أنجلوس"، إلا أن القرار الذي اتخذ في اللحظة الأخيرة من قبل وزارة الأمن الداخلي الأمريكية حال دون ذلك.
وأوضح أعضاء فريق العمل عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر، بأنّهم انتظروا في مطار أتاتورك الدولي لـ 3 أيام، لافتين إلى أنّ خدمة "حماية الحدود والجمارك" الأمريكية بيّنت لهم أنهم لا يمتلكون الوثائق الكافية التي تمكنهم من السفر..
ذكرت صحيفة حرييت أنّ أعضاء فريق الفيلم عزوا عدم تمكنهم من الذهاب إلى الولاية الأمريكية "لوس أنجلوس" لحضور حفل الأوسكار، إلى القرار الذي أصدره ترامب بحق مسلمي سبع دول مثيرة للقلق وهي "إيران والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال".
وفي هذا السياق أفاد مسؤولون أمريكيون بأنّ سبب الرفض يعود إلى وجود حالة غير مطمئنة من سفرهم". وأضافت صحيفة حرييت في هذا الإطار، أنّ مثل هذا التبرير يحمل مفهوما واسعا، وأنّه يُستخدم في حالات وجود شكوك "اتصال بتنظيم إرهابي، أو مخالفات لها علاقة بجواز السفر" أو حالات مشابهة لما ذكر.
"خالد الخطيب" (21) عاما أفاد بأنّه شاهد حفل توزيع الجوائز مع أصدقائه من إسطنبول، مؤكدا أنّهم كانوا يتوقعون فوز الفيلم بالجائزة، مضيفا: "إنها جائزة فنية لا علاقة لها بالسياسة، والفيلم بمثابة أمل للمأساة السورية".
وعبّر الخطيب للأناضول عن فخره بحصول الفيلم على جائزة أوسكار، قائلا: " حصلت على تأشيرة إلى الولايات المتحدة بعد أن تلقيتُ دعوة لحضور الحفل، ولكن في المطار رفضوا سفري بحجة أنّ جواز السفر غير صالح للتوجه إلى أمريكا، وطُلب مني إحضار وثيقة من القنصيلة الأمريكية لحل المشكلة، إلا أن الوقت كان قد فات"، وأضاف أنّ الأمر لم يكن مهما بالنسبة غليه، إنما المهم على حدّ وصفه هو نقل معاناة المدنيين والقضية السورية للعالم".
وأشار الخطيب إلى أتّه تأثر تأثرا شديدا لدى متابعته الحفل من خلال الشاشة، معربا عن أمله في ألا يكتفي العالم بمتابعة الفيلم، وإنما يعمل على الضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف القصف في سوريا، وبذل الجهود لمنع سقوط المزيد من القتلى من المدنيين.
كما بيّن أنّ تركيا من أكثر الدول التي بذلت جهودا كبيرة من أجل القضية السورية، لافتا إلى أنّ أصحاب الخوذ البيضاء تلقوا تدريبهم في تركيا، ومن ثم عملوا على نقل الخبرة التي اكتسبوها للمتطوعين في الداخل السوري، الأمر الذي أسهم في رفع كفاءاتهم وزاد من قوة الدفاع المدني.
تجدر الإشارة إلى أن الجائزة استلمت خلال الحفل من قبل مخرج الفلم "أورلاندو فون اينسيدل"، الذي قرأ الرسالة التي بعث بها رائد صالح أحد أعضاء الفيلم، وجاء فيها: "نعبر عن امتناننا لأن الفيلم ألقى الضوء على أعمالنا، فنحن نؤمن بالآية الكريمة التي تقول: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)..... نحن أنقذنا إلى الآن أرواح أكثر من 82 ألف مدني، وأدعو أي شخص يسمعني إلى العمل من أجل الحياة، ووقف نزيف الدماء في سوريا وكافة دول العالم". -".
جدير بالذكر أنّ فيلم الخوذ البيضاء يتناول الجهود التي يبذلها رجال الدفاع المدني المتطوعيين في سوريا، لإنقاذ المدنيين الذين يبقون تحت الأنقاض في أثناء وبعد القصف الذي يتعرضون له من قبل طائرات النظام والقوات الروسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!