ترك برس
سمحت السلطات الهولندية بإقامة العديد من الفعاليات المعارضة للتعديلات الدستورية في تركيا، بينما ألغت فعاليات مؤيدة بحضور وزراء أتراك خلال الآونة الأخيرة، وهو ما أثار تساؤلات حيال ازدواجية أمستردام في هذا الإطار.
وخلال حديثه لشبكة "الجزيرة"، شكك ممثل حزب العدالة والتنمية في هولندا مصطفى أصلان في الأسباب التي ساقتها أمستردام لمنع زيارة وزيرين تركيين.
وقال إن من يرفضون التعديلات الدستورية يأتون إلى هولندا ويقومون بحملتهم وهم مرحب بهم في هذا البلد، وأما المؤيدون فتلغى اجتماعاتهم.
وخلص أصلان في تصريح للجزيرة إلى "أنه لو كان مبرر السلطات الهولندية صحيحا لمنعوا كافة القادمين"، وفقًا للجزيرة.
وبشأن ما يمكن أن تؤول إليه الأحداث، قال ممثل الحزب الحاكم بتركيا في هولندا إن أتراك هولندا سيلتزمون بالقوانين ويمارسون حقوقهم في ظل ما تسمح به القوانين المحلية.
من جانبه، قال حسين سيلقان -أحد المنظمين للحملات المؤيدة للتعديلات الدستورية- إن الحملات ستتواصل في صفوف الأتراك المقيمين بهولندا بغض النظر عن قدوم الوزراء من عدمه.
وأوضح سيلقان، أن ما قامت به هولندا خدمة للحملة المؤيدة للرئيس رجب طيب أردوغان من حيث لا تدري، موضحا "كنا متخوفين من المشاركة، ولكن الذي حصل جمعَ الأتراك الهولنديين، وحسم الناس أمرهم بالمشاركة وتأييد التعديلات".
وكان رئيس الحكومة الهولندية قال للصحفيين إن قرار منع زيارة الوزراء الأتراك لا علاقة له بالانتخابات الهولندية ولا بتصريحات زعيم حزب الحريات اليميني خيرت فيلدرز، غير أن محللين ومختصين هولنديين رأوا أن قرار أمستردام له أبعاد انتخابية بحتة ويتزامن مع الانتخابات التشريعية المزمع عقدها الأربعاء المقبل 15 مارس/آذار الجاري.
وألمح الأستاذ بجامعة تيلبورخ الهولندية يان ياب دي روتر إلى أن الموقف الهولندي من الوزراء الأتراك كان مبالغا فيه، غير أنه عبر عن تفهمه لهذا القرار قائلا "أتفهم الأمر، خاصة أنه تزامن مع الانتخابات التشريعية التي يتصاعد فيها المخاوف من الأجانب".
وتابع دي روتر أن الأمر برمته لا يزيد عن زوبعة في فنجان ستنتهي مع انتهاء الحملات الانتخابية. وأضاف أن ما حدث بين أنقرة وموسكو في وقت سابق من تلاسن سرعان ما انمحى، والآن تركيا وروسيا دولتان صديقتان.
وبشأن تأثير مواقف فيلدرز تجاه الأجانب على الموقف الحكومي الهولندي، قال الأستاذ الجامعي إن ما وقع بين تركيا وهولندا فرصة للأحزاب لتسجيل موقف ضد فيلدرز وافتكاك مزيد من الأصوات منه.
وكان زعيم حزب الحريات اليميني المتطرف قد عبر في أكثر من مناسبة عن سروره بقرار الحكومة منع زيارة الوزيرين التركيين، مضيفا أن هذه الخطوة نتيجة ما قام به من حملة لدفع الحكومة إلى اتخاذ هذا القرار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!