ترك برس
رغم الخلاف الدبلوماسي بين أنقرة وأمستردام، فقد جلب يوم الأربعاء الماضي أنباءً جيدة لحزب سياسي تركي هولندي جديد، حيث فاز بثلاث مقاعد في البرلمان الهولندي في أول انتخابات يخوضها.
وقد أُنشئ حزب “دينك” (فكّر) في عام 2015 من قبل النائبين البرلمانيين الهولنديين من أصول تركية توناهان كوزو وسلجوق أوزتورك بعد فصلهم من حزب العمل بسبب رفضهم لسياساته تجاه الاندماج. وجذب الحزب أكثر من 200 ألف صوت من الأتراك المغتربين، وكذلك من شرائح مختلفة من الناخبين الذين يعارضون العنصرية والتمييز الظالم.
وفي حديث لوكالة الأناضول بعد الانتخابات، قال زعيم الحزب كوزو إن الهمّ الرئيسي للحزب هو مواجهة السياسيين على شاكلة رئيس الوزراء مارك روتة والزعيم اليميني المتطرف خيرت ويلدرز وأتباعهم، مضيفًا أن هؤلاء يدعمون صعود العنصرية والإسلاموفوبيا.
ووجدت حكومة روتة نفسها على طرفي نقيض مع أنقرة قبل أيام من الانتخابات، عندما منعت وزراء من الحكومة التركية من إقامة فعاليات بمدينة روتردام من أجل الاستفتاء الدستروي في 16 نيسان/ أبريل القادم. وتظاهر مواطنون هولنديون من أصل تركي ضد تصرف السلطات الهولندية، وواجهوا قمعًا شديدًا من قبل الشرطة الهولندية، وإساءات لفظية استمرت عدة أيام بعد الحادثة.
وقد أهّلت انتخابات يوم الأربعاء الماضي روتة لفترة ثالثة في رئاسة الوزراء، بعد حصول حزبه “حزب الحرية والديمقراطية” على أكبر حصة من الأصوات، ليحصل على 33 من أصل 150 مقعدًا برلمانيًا، بانخفاض من 41 مقعدًا في انتخابات عام 2012.
وفشل حزب ويلدرز “حزب من أجل الحرية” في تحقيق التوقعات التي وضعها لنفسه في الانتخابات، ليحصل على 20 مقعدًا فقط. وخلال الحملة الانتخابية تعهّد ويلدرز بإخراج هولندا من الاتحاد الأوروبي، وإغلاق كل المساجد، وحظر القرآن.
أرضية سياسية جديدة
من جهته، صرح كوزو بأنه كان عاقد العزم على فتح أرضية سياسية جديدة، مضيفًا أن “الأقليات من خلفيات عرقية مختلفة أظهروا عدم تسامحهم مع الوضع في هولندا من خلال التصويت لحزبنا”.
وأضاف: “لقد أرسلوا رسائل إلى السلطات الهولندية مفادها: فكّروا من أين نحن وأين نحن ذاهبون”. وقال إنّه عمل بجد خلال الحملات الانتخابية، مضيفًا: “لقد زرنا حوالي 150 مدينة في هولندا، وأبلغنا رسالتنا للناس”.
ودعا كوزو إلى الموازنة في محبة هولندا وتركيا بالنسبة للهولنديين الأتراك بقوله: “علينا أن نحب هولندا بقدر محبتنا لوطننا الأم تركيا. لقد أبلغنا الجميع كيف يجب أن نحارب العنصرية سوية. ونتيجة لذلك، حصل الناخبون على الرسالة وفضلوا التصويت لحزب “دينك”.
ويُنتظر أن يتم الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات يوم الثلاثاء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!