المونيتور - ترك برس
هل من قبيل المصادفة أن موجة تصريحات إدارة ترامب- بأنها لم تعد تسعى حاليًا إلى رحيل بشار الأسد- تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لتركيا الأسبوع الماضي؟
في تصريح صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 30 مارس/ آذار، قال تيلرسون إن وضع الأسد "سيحدده الشعب السوري". وكرر تيلرسون تصريحات نيكي هالي الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وشون سبايسر متحدث البيت الأبيض، بأن رحيل الأسد لم يعد أولوية للولايات المتحدة.
إن وضوح الإدارة حول الأسد يسمح بتقييم أكثر واقعية للخيارات السياسية والعسكرية في سوريا. وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت الحكومة التركية انتهاء عملية درع الفرات في 29 مارس/ آذار، أي قبل يوم من وصول تيلرسون، وهو ما يشير إلى أن أنقرة قد تسعى إلى إيجاد بدائل في سوريا.
أدت زيارة تيلرسون لتركيا إلى تسليط الضوء على الأزمة المتفاقمة في العلاقات الأمريكية التركية، بدلًا من تقليصها. وأفادت أمبرين زمان أنه بالإضافة إلى رفض واشنطن تسليم فتح الله غولن، رجل الدين المسلم المتهم بتدبير محاولة الانقلاب في يوليو/ تموز، واعتقال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في أكبر البنوك التركية في الأسبوع الماضي للتهرب من العقوبات المفروضة على إيران، "لا شيء يثير غضب تركيا بقدر دعم الولايات المتحدة لأكراد سوريا... وفي لقاءات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدرم ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، من المعتقد أن تيلرسون قد أكد قرار الإدارة بالمضي قدمًا في خطط السيطرة على الرقة، آخر معاقل تنظيم الدولة (داعش) المتبقية في سوريا".
وقد حاولت الولايات المتحدة وضع الخيط في الإبرة من خلال إظهار التضامن مع تركيا في حربها الداخلية على حزب العمال الكردستاني مع التأكيد على الطبيعة التكتيكية "البحتة" لشراكتها مع قوات سوريا الديمقراطية. وبالنسبة لتركيا، فإن وحدات حماية الشعب هي امتداد لحزب العمال الكردستاني في سوريا الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية. ولكن يقدم المسؤولون الأمريكيون تأكيدات بأن التحالف مع وحدات حماية الشعب تكتيكي بحت، وأنهم سيستمرون في مساعدة تركيا على استهداف حزب العمال الكردستاني في كردستان العراقية التي يسيطر عليها الأكراد.
وفي خطوة غير عادية للغاية، استبعد أردوغان السفير الأمريكي لدى أنقرة جون باس من اجتماعه مع تيلرسون. وللتنويه يعد باس- وهو دبلوماسي مهني يحظى بتقدير كبير- واحدًا من داعمي تركيا الشغوفين في واشنطن. كما تم استبعاد بريت مكغورك المبعوث الخاص للولايات المتحدة للتحالف المناهض لتنظيم الدولة (داعش) في أنقرة؛ كونه صديق لقوات سوريا الديمقراطية.
إن الأزمة في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا قد تزداد سوءًا قبل أن تتحسن، ولكن إدخال بعض الواقعية حول مصير الأسد قد يكون خطوة نحو استراتيجية خروج لكل من أنقرة وواشنطن في سوريا. وقد كتب سميح إديز أن "أنصار أردوغان يرون الأسد أهون الشرين بالمقارنة مع حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب"، وكتب "زمان" في وقت سابق من هذا الشهر أنه "في حين لا ترغب الولايات المتحدة في التعاون مباشرة مع النظام، فمن الواضح أن أي مساعدة في الرقة لن تكون غير مرحب بها."
اقتراح الولايات المتحدة بخصوص اليمن مثير للخوف والإنذار
تفيد لورا روزن أن "بعض المسؤولين في المجال الإنساني في الأمم المتحدة والولايات المتحدة أعربوا عن قلقهم لأن إدارة ترامب تدرس إمكانية تقديم دعم لوجيستي أمريكي للعملية العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي لاستعادة ميناء الحديدة على البحر الأحمر من المتمردين الحوثيين في اليمن".
ويذكر جوليان بيكيه أن أعضاء الكونغرس من الحزبين يتساءلون عن المبررات الأمريكية لتصعيد التدخل العسكري الأمريكي في اليمن. كما يقول بيكيه: "عندما أعلنت الإدارة عقوبات جديدة على إيران الشهر الماضي [شباط/ فبراير]، أعلن مستشار الأمن القومي آنذاك مايكل فلين أن "الميلشيات الحوثية التي دربتها إيران وسلحتها أصابت السفن الإماراتية والسعودية وهددت الولايات المتحدة والسفن المتحالفة العابرة للبحر الأحمر. وفي هذا الأسبوع، قال قائد القيادة المركزية جوزيف فوتيل للكونغرس إن هناك "مصالح حيوية على المحك" بالنسبة للولايات المتحدة في حرب التحالف الخليجي ضد الحوثيين".
وقال بيكيه: "مثل هذه التصريحات قد أثارت انزعاج المشرعين الذين يخشون أن الإدارة تضع الأساس لمشاركة الولايات المتحدة بشكل أكبر في صراع طائفي آخر بين السعوديين والمدعومين من إيران".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!