ترك برس
تعتبر قرية "جافوشين" (Çavuşin) من المناطق الساحرة من منطقة "كابادوكيا" (Kapadokya)، والتي ليس لها نظير على الإطلاق، ومن يزور أعمدة الدخان (Peribacaklar) في كابادوكيا فلا بد له من أن يزور قرية جافوشين.
وتقع قرية جافوشين التابعة لمدينة "أفانوس" (Avanos) بين مدينتي أفانوس و"غورمة" (Göreme) التابعتين لمنطقة كابادوكيا.
وتشكلت طبقة الصخور في كابادوكيا نتيجة ثوران براكين جبال إرجيس وحسن داغ وغلوداغ قبل 60 مليون سنة واصطدام حممها بأرض هذه المنطقة، ونتيجة لعوامل حت وتعرية الرياح لهذه الصخور على مر ملايين السنين تشكل إقليم كابادوكيا النادر والفريد من نوعه في وسط الأناضول.
ويمكنكم مشاهدة قرية جافوشين الصغيرة تحت الصخور المنحوتة على الطريق الواصل بين مدينتي أفانوس وغورمة، وقديما كان يعيش المسلمون مع الروم في منطقة واقعة بالقرب من قرية جافوشين التي كان يقطنها الرهبان المسيحيون الهاربون من طغيان الروم الوثنيين، واستقر هؤلاء المسيحيون في قرية جافوشين وما حولها متخذين من مداخن (Peribacaklar) المشهورة ملاذا آمنا لهم، يؤدون عباداتهم فيها بأمان، وبهذا الشكل انتشرت الديانة المسيحية في المنطقة بشكل سريع، وفي القرن الثامن أصبحت قرية جافوشين مركز تعليم ديني هام.
وعندما تم إعلان الديانة المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية في الشرق، لم يبقَ أي داعٍ لاختبائهم وتحول مخبأهم لدير عبادة، وتم إنشاء "كنيسة القديس يحيى" أكبر وأقدم كنيسة في قرية جافوشين، وقد انهارت الجبهة الأمامية من الكنيسة في الثمانينات ولم يبقَ أي أثر على وجودها غير أربع أو خمس أعمدة.
وعند الوقوف على مدخل الكنيسة يمكننا رؤية منظر كابادوكيا الساحر من الأعلى.
وقبل مبادلة عام 1924 كان يعيش فيها 2000 شخص من الروم، أما بعد معاهدة المبادلة بين اليونانيين والأتراك سكنها ما يقارب 950 تركيًا. ويعد وادي كزلتشوكور من أجمل الأماكن التي يمكن متابعة غروب الشمس منها، ومن جافوشين يُمكن متابعة المناطيد المشهورة في كبادوكيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!