محمد بارلاص-صحيفة صباح-ترجمة وتحرير ترك برس
من الطبيعي أن نغضب من الدول الأوروبية التي تخرج كلما سنحت لها الفرصة بقرارات تستهدف من خلالها تركيا، وكأنّ تلك الدول لا شغل لديها سوانا. وعبارة "لا تهمنا أوروبا" التي قيلت في معرض الرّد على قرارات الدول الأوروبية، ليست الخيار الوحيد الذي يجب أن يُتبع، بل يجب أن تكون هناك إجابات أخرى.
ما الذي لم نعشه إلى الآن؟
هل يمكن لأحد أن يفهم مثلنا المعاناة التي عاشتها تركيا خلال المرحلة التي بدأت منذ أحداث "غيزي بارك"؟
كيف يمكننا أن نُفهم مواطنا فرنسيا أو مواطنا ألمانيا بمحاولة الانقلاب التي تمت بالتنسيق بين الشرطة والمؤسسات العدلية؟
ليس من السهل إفهام الأوروبيين كيف أنّ ممثلي الأكراد السياسيين "نوّاب حزب الشعوب الديمقراطي" اتبعوا سياسة لا تخدم مصالح أنقرة وإنما تخدم مصالح منطقة "قنديل" الإرهابية؟ أو هل من السهل إفهام الأوروبيين كيف أنّ البلديات التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي عملت على خرق اتفاقية المصالحة من خلال الخنادق والأنفاق التي حفروها للإرهابيين؟
هل يتم إسكات المعارضين؟
وأكثر ما يصعب إفهامه هو أنّ محاولة "فتح الله غولن" ذلك الشخص الذي يدافع عما يسمّى فكرة "المصالحة بين الأديان" كانت مشروعا يشبه مشروع الخميني في تسلّم زمام الدولة من خلالالتستّر بغطاء الدين.
الفرنسيون لا يمكنهم أن يجدوا عساكر فرنسيين تخرجوا من الأكاديميات الفرنسية، ومن ثم حصلوا على مراتب عليا في الجيش، وتحوّلوا فيما بعد إلى لاعبين أساسيين في محاولة الانقلاب التي قام بها تنظيم فتح الله غولن سوى في كتب الفكاهة والطرائف، ولا يخطر لهم أنّهم من الممكن أن يروا ذلك على أرض الواقع، كما حدث في تركيا؟.
ألا يرى الأوروبيون تصفية مؤسسات الدولة من العناصر الإرهابية التي تسرّبت إليها من أمثال عناصر تنظيم الكيان الموازي، العناصر الذين لقوا دعما من أجهزة الاستخبارات العالمية، على أنّها عبارة عن عملية تحاول تركيا من خلالها إسكات المعارضة، وليست محاولة تصفية عناصر إرهابية؟
سنشرح لهم
باختصار مهمتنا صعبة، فكيف سنُفهم مواطنا ألمانيا أو فرنسيا بعضا من التطورات التي يصعب علينا نحن الأتراك فهمها لهولها؟ هل فهمنا نحن الأتراك قيام طيّارين ليلة محاولة الانقلاب من خلال طائرات F-16 بقصف مواطنيهم وأبناء جلدتهم بهذه السهولة، قائلين لأنفسنا: من الطبيعي أن تحدث هكذا أشياء، أم أننا قابلنا الأمر بدهشة واستغراب؟
لا خيار أمامنا سوى أن نشرح لهم، من الضروري أن نشرح لهم حتى وإن كانوا تعرضوا لتعبئة فكرية من قبل عناصر تنظيم الكيان الموزاي وعناصر تنظيم بي كي كي.
كما أنّه ليس بالإمكان تغيير حقائق تاريخية أو جغرافية، كذلك لا يمن أن نفكّر بأوروبا من دون تركيا، وكذلك بتركيا من دون أوروبا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس