ترك برس
أشار تقرير في صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن الأكراد في سوريا كشفوا عن مخطط لإعادة رسم الجزء الشمالي من البلاد، من خلال ربط منطقة الإدارة الكردية "روج آفا" بالبحر الأبيض المتوسط، في خطوة من شأنها أن تغضب تركيا المجاورة.
وبحسب موقع "عربي21"، نشرت الصحيفة تقريرًا للكاتب "مارك تاونسند" بعنوان "الأكراد يشقون طريقهم إلى الرقة ومياه البحر المتوسط" يتناول الموقف الأمريكي والتركي من الأحلام التوسعية الكردية في سوريا، مؤكدا غضب أنقرة جراء الأمر، لا سيما أن الأكراد يحظون بدعم أمريِكي.
ونقلت "الغارديان"، معلومات تشير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تضم 50 ألفا من المقاتلين وتعدّ شريكا هاما لأمريكا في الهجوم على تنظيم الدولة، تستعد للمشاركة في معركة الرقة واستعادتِها من تنظيم الدولة، وتُخطط للتقدم أكثر بعد ذلك عبر الأراضي التي يقطنها العرب باتجاه البحر المتوسط.
وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية (امتِداد منظمة حزب العمال الكردستاني بي كي كي) العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعدّها تركيا قوة معادية وتصنّفها إرهابية.
وفي وقت سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيلتقي رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في السادس عشر من الشهر الجاري وسيعرض عليه القيام بعملية الرقة بالشراكة بين الولايات المتحدة والتحالف الدولي وتركيا، معتبرا أن هذه القوة المشتركة كافية لجعل الرقة مقبرة لتنظيم الدولة.
كما هدد أردوغان التنظيمات "الإرهابية" بعملية عسكرية أخرى كالتي قامت بها القوات التركية قبل أربعة أيام في سنجار شمالي العراق وكراتشُوك شمالي سوريا، وقال إن تركيا قامت بهذه العملية عندما تبين لها عدم جدوى طريقة التناول الغربية للمنظمات "الإرهابية"، وإنها قتلت ما بين 210 و 220 عنصرا من المليشيات الكردية.
وتابع الرئيس التركي "يسألوننا لماذا ضربنا هذين المركزين؟ كي يدرك الجميع أنه لا يسع أحدا أن يتلاعب بهذا الشعب. ونحن ندرك جيدا ماذا يجب علينا القيام به إذا تطلب الأمر ذلك. وبإمكاننا أن نأتيهم بغته في ليلة ما".
ونقلت الغارديان عن هيديا يوسف، المسؤولة عن مشروع الفيدرالية لـ"الاتحاد الديمقراطي لشمال سوريا" المستقل ذاتيا، الذي توسع من منطقة كردستان "روج آفا" إلى أراض عربية كبيرة، قولها إن "الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط حق قانوني لنا"، وفق قولها.
وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا يعني مطالبة الولايات المتحدة بدعمها السياسي من أجل التوصل إلى طريق تجارية إلى البحر المتوسط بمجرد أن تساعد في القضاء على تنظيم الدولة شمال سوريا، قالت هِيديا: "بالطبع".
وحذرت الصحيفة من أن التقدم الكردي سيعمل على إغضاب تركيا، ويتسبب بتوتر كبير مع أمريكا، إذ إنه سبق لمستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن صرح بأن القوات الأمريكية التي تعاون القوات الكردية قد تتعرض للاستهداف ضمن الغارات التي تشنها تركيا على المليشيات الكردية في سوريا.
ووفقا للصحيفة، فإنه من شأن فتح المجال أمام طرق التجارة الدولية أن يمكِّن الأكراد في شمال سوريا بشكل كبير من التحايل على الحصار القائم على "روج آفا" بسبب الحدود المغلقة مع تركيا والتوترات مع العراق.
إلا أن تركيا تعتبر هذا الأمر خطا أحمر، وهي تسعى بالفعل لمنع الأكراد من توسيع أراضِيهم على طول الحدود التركية بأكملها.
وقالت الصحيفة: "لأن الساحل يبعد نحو 100 كيلومتر عن حدود مناطق الأكراد شمال شرق سوريا، فسيتوجِب على الأكراد الاتفاق مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، بالسماح لقوات الأسد بإبقاء السيطرة على مطار القامشلي، رغم أنه يقع في عمق المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، مقابل وصولهم للبحر الأبيض".
ومن شأن استعادة الرقة ودير الزور بمشاركة القوات الكردية، على طول نهر الفرات، أن يمدد الأراضي التي يسيطر عليها الاتحاد الكردي المستقل لشمال سوريا إلى ما يقرب من ثلث البلاد، مقارنة بـ 16 في المئة فقط التي كانت تحت سيطرة اتحاد "روج آفا".
وقالت هِيديا إنهم سيعرضون على سكان الرقة استفتاء بعد استعادة المدينة، فيما إذا كانوا يريدون من قوات الحماية الكردية تشكيل حكومة بعد هزيمة تنظيم الدولة، وأضافت أن "الناس في دير الزور والرقة يريدون أن تأتي قوات الحماية الكردية، فهذه القوات تتكون من أشخاص من هذه المناطق التي من المقرر استعادتها".
ويبدو بالفعل أن قوات الحماية الكردية مستعدة للبقاء في الرقة والسيطرة عليها، في المرحلة التي تلي طرد تنظيم الدولة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن مقاتلي قوات الحماية الكردية كانوا على مقربة من 10 كيلومترات من دير الزور، أكبر معقل لتنظيم الدولة في سوريا، بعد الرقة.
وتعهدت هِيديا في تصريحاتها للصحيفة بأن تتوجه القوات الكردية إلى إدلب "لتطهير المنطقة"، وفق قولها. ويسيطر على إدلب قوات معارضة إلى جانب "فتح الشام"، "النصرة" سابقا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!