ترك برس
أثار قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتسليح ميليشيا وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي، موجة عارمة من الغضب في داخل تركيا سواء على الصعيد الرسمي أو على الصعيد الشعبي. الغضب التركي لم يقتصر على الحكومة فحسب، بل إن صحيفة تابعة للمعارضة الكمالية العلمانية دعت في افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي إلى إغلاق إنجرليك، وهو ما رآه مسؤولون عسكريون ومراقبون على أنه إشارة واضحة إلى مدى تدهور العلاقات بين حلفاء الناتو.
وانعكس الغضب الشعبي التركي من القرار الأمريكي في الاستطلاع الذي نشرته صحيفة يني شفق وأظهر أن 97% من الأتراك يعدون الولايات المتحدة عدوا لتركيا.
ووافقت تركيا على طلب الولايات المتحدة بالسماح لطائراتها بشن هجمات على مراكز تنظيم داعش في سوريا من قاعدة إنجرليك ابتداء من عام 2015. وفي أيار/ مايو 2016، استأثرت الطائرات التي تنطلق من إنجرليك بثُلث عمليات التزود بالوقود في التحالف الدولي وبخُمس عمليات الدعم الجوي. ويرجح أن تكون هذه الأرقام أعلى بكثير في الوقت الحالي مع تكثيف وتيرة الحرب.
على أن مراقبين ومحللين عسكريين غربيين يستبعدون أن تقدم تركيا على هذه الخطوة في الوقت الحالي. ونقلت صحيفة ميليتاري تايمز الأمريكية عن الأدميرال المتقاعد، جيمس ستافريديس، قائد القيادة العليا لحلف الناتو من عام 2009 إلى عام 2013، قوله إن من غير المحتمل أن تغلق تركيا القاعدة أمام العمليات الأمريكية لأن أنقرة تستفيد بشكل كبير من الحوافز الاقتصادية المرتبطة وتقاسم المعلومات الاستخبارية.
وأضاف ستافريديس أن "تركيا ما تزال تقدر حلف شمال الأطلسي الذي يحظى بالهيبة وقوة الأمن في جوار تركيا الخطير".
وقالت الصحيفة إنه إذا أخذنا في الحسبان عملية نوماد في 2011 حين زودت تركيا بالمعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الطائرات الأمريكية بدون طيار بدون طيار. وقد قدمت هذه الطائرات معلومات حيوية عن حركة الإرهابيين في شمال سوريا والعراق، فمن غير المرجح أن تتنازل تركيا عن هذه المعلومات الاستخباراتية.
وكرر مسؤولون أوروبيون وأمريكيون صعوبة إغلاق قاعدة إنجرليك. وقال الكابتن داني هيرنانديز المتحدث باسم البنتاغون: "إن إغلاق تركيا قاعدتها أمر يصعب تصديقه"، مضيفا أن إنجرليك مهمة استراتيجيا للأتراك وللتحالف.
وقال آرون شتاين، الخبير فى العلاقات الأمريكية التركية فى المجلس الأطلسي في واشنطن، إن تركيا قد خلصت الى أن من الأفضل أن يستمر الوضع على ما هو عليه، في الوقت الحالي على الأقل، حيث إن لتركيا كلمتها في اجتماعات التحالف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!