ترك برس
دعا رايموند تانترالخبير السياسي الأمريكي والعضو السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، الرئيس دونالد ترامب إلى صياغة استراتيجية دبلوماسية عسكرية لمواجهة داعش، وتمهيد الطريق لحل الصراع السوري بالتعاون مع روسيا وتركيا مع استبعاد إيران، على أن تدعم هذه الدبلوماسية استخدام القوة ضد نظام الأسد.
وأشار تانتر في مقال نشرته مجلة "ذا ناشونال إنترست" إلى أن العمليات الأمريكية في أفغانستان والعراق كشفت ما يسمى "الوسط المفقود"، الذي يعرف بأنه الفجوة بين القتال وإجراءات تحقيق الاستقرار وتحقيق نتيجة مستدامة.
وقال إن هذه الفجوة هي فرصة لترامب لاستخدام الدبلوماسية المتوقفة حول سوريا للمساعدة في إنهاء هذا الصراع، وذلك بالجمع بين المبادرات الدبلوماسية الأمريكية المعززة مع أنقرة وموسكو وزيادة الدعم العسكري للتحالف المناهض لتنظيم داعش لجعل مشاركة إيران المستمرة في محادثات السلام غير ذات صلة وغير مقبولة لدى الأتراك والروس.
وأضاف أن مواقف الأطراف الثلاثة الفاعلة في سوريا تباينت إزاء الضربة العسكرية الأمريكية لقوات الأسد، ففي حين رحب بها الرئيس أردوغان ودعا إلى إقامة مناطق حظر جوي فوق سوريا، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الثابت لبشار الأسد، بالضربة لكنه لم يفعل شيئا يذكر لمساعدته. أما إيران فجاء ردها فاترا عبر تغريدات لوزير خارجيتها جواد ظريف.
وذكر الكاتب أن مشاركة أنقرة في اتفاق مناطق خفض التصعيد مع موسكو وطهران في الرابع من أيار/ مايو الحالي إنما يعبر عن يأسها من تأمين نفسها من الصراع السوري، وعن قناعتها التي ترسخت في السنوات الأربع الماضية بأن تدخل الولايات المتحدة في سوريا لن تيون في مصلحة تركيا، مشيرا إلى أن موافقة أنقرة التعاون مع موسكو لإنشاء مناطق التصعيد تكشف عن خيبة أملها في ضمان الحصول على دعم الولايات المتحدة للمناطق الآمنة.
وقال إن إدارة ترامب تدرك أن حاجة أنقرة للمساعدة الأمريكية كبيرة، إن لم تكن أكبر، من حاجة الولايات المتحدة للدعم التركي، حيث لم يغب عن أنقرة أو موسكو أن الغارة الجوية الأمريكية في 6 نيسان/ أبريل نفذتها البحرية الأمريكية، وليس عن طريق القواعد التركية أو المجال الجوي التركي. وهذا التحول من إعطاء الأتراك في السابق حق النقض على الإجراءات الأمريكية المخطط لها خشية أن يقطع الأتراك الوصول إلى قواعدها الجوية بالقرب من الحدود السورية، إلى الاستعداد لتخطيط مسار يراعي المصالح التركية، ولكن بدون حق النقض، يعطي واشنطن مجالا أكبر للمناورة.
واستبعد الخبير الأمريكي أن توقف أنقرة تعاونها الاستراتيجي مع واشنطن، حتى في ضوء مخاوفها من العلاقات الأمريكية مع الجهات الكردية السورية، وأن تتجه صوب تعميق علاقاتها مع روسيا أو الصين، إلا إذا شعرت بأن واشنطون قد تخلت عنها تماما، أو إذا شعر أردوغان أنه لم يتم إظهار الاحترام لبلاده.
وخلص تانتر في ختام مقاله إلى أن أمام الرئيس ترامب ثلاث خطوات للمضي قدما:
أولا، سد الثغرات في "الوسط المفقود"، مع دبلوماسية قسرية، أي دبلوماسية تدعمها الرغبة في استخدام القوة ضد الأسد.
ثانيا، زيادة نشر القوات الخاصة الأمريكية في سوريا لتنسيق جهود الحلفاء الأكراد، وتهدئة المخاوف التركية بتعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية، وحماية تركيا من داعش، ومواجهة حزب العمال الكردستاني.
ثالثا، استخدام المصداقية والقوة للدخول في مفاوضات مع موسكو وأنقرة، تستبعد إيران وتجعلها طرفا غير مرحب به.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!