ترك برس
اعتبر مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية أن بقاء بشار الأسد في السلطة في سوريا هو أفضل مصلحة حيوية لإسرائيل، لأن إسرائيل نعمت بالهدوء والاستقرار في الجولان طيلة حكم آل الأسد الذين حرصوا على عدم الدخول في معركة حربية مع إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973، واكتفوا بالتفاهمات غير المباشرة معها، وشن الحملات الدعائية ضدها.
وقال المركز في ورقة استراتيجية أعدها الدكتور إيدي كوهين الباحث في شؤون الشرق الأوسط، إن الأوساط السورية واللبنانية تسخر من آل الأسد منذ سنوات بترديد العبارة المأثورة "أسد في لبنان ولكن أرنب في الجولان" فمنذ حرب تشرين لم يقم حافظ الأسد ولا ابنه بشار بنشاط عسكري واحد ضد إسرائيل من الأراضي السورية. وبدلا من ذلك، قاما بتعبئة ميليشيات أخرى في لبنان ضد إسرائيل.
وأضاف إن السؤال الذي يطرح نفسه على خلفية الغارات الإسرائيلية على سوريا هو كيف بقي الجولان هادئا لأكثر من أربعين عاما حتى اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011. ويجيب بأنه خلال تلك الفترة لم يكن للنظام السوري أي مصلحة في بدء حرب مع إسرائيل. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إنه حرص على تجنب أي مواجهة على جبهة الجولان، خوفا على الأرجح من هزيمة مهينة أخرى. وذهبت السلطات السورية حتى الآن لمعاقبة أي جندي سوري على استفزاز الجنود الإسرائيليين على مرتفعات الجولان.
وتابع بالقول إنه بدلا من نقل الأمور إلى ساحة المعركة، حاولت سوريا الحصول على مرتفعات الجولان بوسائل دبلوماسية، فشاركت في محادثات مدريد عام 1991، وتفاوضت مباشرة مع إسرائيل قبل أشهر قليلة من وفاة الأسد الأب في عام 2000، حيث اجتمع إيهود باراك مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في الولايات المتحدة.
وأشارت الورقة إلى أنه نتيجة لهذا المبدأ المتمثل في تجنب المواجهة العسكرية، استمتعت إسرائيل ما يقرب من أربعة عقود بالسلام والهدوء في الجولان، الأمر الذي مكنها من تطوير المنطقة، وزراعة الأرض، وبناء الكيبوتسات والمواقع السياحية.لكن التفاهمات غير الرسمية بين القدس ودمشق تبددت في السنوات الأخيرة مع انهيار سوريا الحديثة، لكنها لم تكن التفاهمات الوحيدة بين البلدين.
ونوه المركز إلى أن هناك تفاهمات أخرى بين نظام آل الأسد وإسرائيل بخلاف الجولان، منها التفاهم حول لبنان. ففي عام 1976، ومع دخول الجيش السوري إلى لبنان والخوف من المواجهة بين سوريا وإسرائيل، وضع ما يعرف بـ"الخطوط الحمراء".وحُظر على دمشق نشر جنودها جنوبي نهر الليطاني، وإدخال صواريخ مضادة للطائرات في لبنان تهدد سلاح الجو الإسرائيلي، وإيذاء المسيحيين اللبنانيين المتحالفين مع إسرائيل في ذلك الوقت. وكان وسيط هذه التفاهمات وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر.
وقال إن إسرائيل محاطة بالأعداء، وهي تحتاج إلى أن يقود هؤلاء الأعداء حكامُ أقوياءُ ومستقرون يتحكمون في جيوشهم ويمنعون إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية والتوغل فيها. وقد نجح كل من الأسد الأب والابن في ذلك، وما زال الابن يفعل ذلك حتى اليوم، على الرغم من الغارات العديدة التي شنتها إسرائيل في السنوات الأخيرة في قلب سوريا.
وخلص إلى أن سوريا لم تعد اليوم دولة ذات سيادة، وهذا أمر سيء بالنسبة لإسرائيل. وعلى الرغم من المجازر التي يرتكبها بشار الأسد في حق شعبه، فإن بقاءه رئيسا قويا يسيطر على مقاليد الأمور مصلحة حيوية لإسرائيل. وبالنظر إلى البدائل الإسلامية لحكمه، فإن تل أبيب ستفتقده.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!