برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
نحن في هامبورغ من أجل تغطية قمة مجموعة العشرين. هذه المدينة التي أغلقت السلطات الألمانية جزءًا منها تعيش في ظل تدابير أمنية مشددة اتخذتها الشرطة بمشاركة 20 ألفًا من عناصرها. بينما نسير في الموكب ألاحظ أن 8 مروحيات تحوم في الجو. دوي صافرات سيارات الشرطة لا ينتهي...
يستقبل المحتجون بلوحات كتبوا عليها عبارة "أهلًا بكم في الجحيم" الزعماء المشاركين في القمة، التي تعتبر "الاجتماع المشؤوم للرأسمالية العالمية". أرى على الجدران ملصقات مناهضة لبوتين وترامب وأردوغان... ويلفت نظري أحد الأصدقاء إلى ملصق كُتب عليه "اقتل أردوغان"...
مع توقف موكبنا باستمرار، واستخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع، وعمليات التفتيش المستمرة، يبدو أن الدولة الألمانية استنفرت كل قوتها...
ولا يستطيع المرء أن يمنع نفسه من التساؤل: لماذا تُعقد القمة وسط هامبورغ؟ القمتان السابقتان اللتان استضافتهما تركيا والصين عقدتا في أماكن هادئة. التدابير المتخذة في المدينة بسبب القمة تجعل من التجول فيها نوعًا من العذاب.
وكما هو حال الجو الأمني الاستثنائي في هامبورغ، الإعلام الألماني أيضًا حافل بالتعليقات على قمة العشرين. ومما لا شك فيه أن ما كُتب عن ترامب وبوتين وأردوغان هو الأبرز.
ولا يمكن للانتقادات الموجهة إلى تركيا وأردوغان، بزخمها الشديد أن تمر دون ملاحظتها. فاتهام االرئيس التركي بأمور مختلفة أصبح منذ عدة سنوات مادة للسياسة الداخلية الألمانية. ومقالات المعارضين لحزب العدالة والتنمية تملأ الصحف الألمانية المختلفة يوم الجمعة.
أنظر وأتعجب، كم أصبحت الصحف مشغولة بتركيا! إذا جمعنا القضايا التي تتناولها بشكل سلبي تشكل فقرة كاملة في هذه المقالة: خبر قبول البرلمان الأوروبي تقريرًا يوصي بتعليق المفاوضات مع تركيا، حوار مع قليجدار أوغلو يتهم فيه أردوغان بالديكتاتورية، توقيف بعض ناشطي حقوق الإنسان في إسطنبول، أخبار عن مسيرة حزب الشعب الجمهوري، مزاعم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني عن أن "أردوغان قضى على الديمقراطية في تركيا"، تصريح رئيس المجلس الفيدرالي الألماني بأن "أردوغان وترامب يبتعدان مع مرور كل يوم بشكل أكبر عن الديمقراطية"...
يعيدني الإعلام الألماني وأنا أتصفحه بين أصوات المروحيات إلى تركيا، ويصلني بإسطنبول. تتبادر إلى ذهني مجددًا مسيرة حزب الشعب الجمهوري المدعومة من جماعة غولن وحزب الشعوب الديمقراطي، ما أسهل إثارة الاستفزازات عن طريقها... أقرأ خبر القبض على عناصر من تنظيم داعش كانوا يعتزمون تنفيذ هجوم على المسيرة... أتمنى أن تنتهي بسلام هذه المسيرة غير المسؤولة التي أطلقها قليجدار أوغلو وهو يقول: "مستعد لدفع أي ثمن".
تختلط ضجة المروحيات وصفارات سيارات الشرطة بأصوات وقرع طبول المحتجين. أنا في هامبورغ، لكن عقلي وقلبي في إسطنبول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس