محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
مضى عام على المحاولة الانقلابية في 15 يوليو.
خلال هذا العام تبين أمران بشكل واضح. رأينا أهمية الضربة القاضية التي وجهها شعب لم يتمكن من بلوغ الديمقراطية والاستقلال بشكل كامل لأنه عُرقل دائمًا بالانقلابات منذ عام 1950، كما رأينا قوة الانقلابيين الكبيرة في الداخل والخارج...
وبسبب هذه القوة واستمرار العناصر الخارجية بهجومها، لم تتخل العناصر الداخلية عن أملها بتحقيق هدفها. وعلى الأخص، تسعى جبهة المعارضة الداخلية التي يتزعمها اليسار وتضم يمين الوسط القديم، لتبدو بمظهر المدافع عن شهداء ومصابي المحاولة الانقلابية، وتقود حملة ضد الدولة، والأخطر من ذلك أنها تفعل ذلك عن قصد.
وهي تقوم بما تقوم به تحت مسمى العدالة والديمقراطية إلا أنه مجرد خداع. الحقيقة التي نعيشها يجب أن يراها الملايين الذين منحوا أصواتهم لحزب الشعب الجمهوري، والديمقراطيين الاجتماعيين أو من كانوا يتغنون حتى الأمس بالاستقلال التام.
هذا أمر في غاية الأهمية، انظروا إلى الغرب اليوم، هناك عداء لا يدركه عقل ضد تركيا في الكثير من البلدان الأوروبية بدءًا من ألمانيا وحتى النمسا. لا يمكن تعليل هذا العداء بأخطاء الحكم في تركيا فقط.
هناك حقيقة أخرى.
من أجل مصالح بلدانهم احتضن ساسة بعض البلدان الإرهابيين من تنظيم غولن الذين كانوا يعملون عسكريين في الناتو، والنواب العامين والقضاة الفارين. من الواضح تمامًا أن الديمقراطية ليست همهم...
قبل فترة قام زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو بمسيرة العدالة من أنقرة إلى إسطنبول. يكفي النظر إلى العواصم التي أشادت بالمسيرة من أجل معرفة أنها نُفذت من أجل التغطية على ما حدث ليلة 15 يوليو.
لكن الأدهى هو المقاربة القائلة "انتهى أردوغان بالنسبة لأمريكا والاتحاد الأوروبي، علينا الاستعداد لانتخابات 2019"، وهذه المقاربة هي التي دفعت قلجدار أوغلو للقيام بمسيرته. هل هناك أمر مثير للخجل أكثر من عقد الآمال اليوم على من كانوا يريدون بالأمس احتلال البلد؟
في تلك الليلة كان هناك قوة احتلال دموية أطلقت النار على الشعب في الشوارع ودهسته بالدبابات، وقصفت البرلمان بطائرات إف 16.
كتبت في مقالة سابقة العبارة التالية "قصة الساعات الاثنتي عشرة التي هزت تركيا تلك الليلة هي في الحقيقة قصة جهود بذلها الشعب التركي على مدى مئة عام من أجل الحصول على الديمقراطية".
ولا بد من الإضافة هنا أن "المقاومة التي أبداها الأتراك في 15 يوليو هي تتويج لحرب الاستقلال بعد مئة عام. ينبغي أن يحرص 80 مليون تركي عليها من أجل الوطن والمستقبل المشترك. أمامنا هذا الكفاح".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس