ترك برس
أصدرت وزارة التعليم الوطني في تركيا، دائرة "تعليم مدى الحياة"، قراراً إلزامياً موجّهاً للعائلات السورية المتواجدة في الولايات التركية، طالبة خلاله من أولياء أمور الطلاب الذين تجاوزوا مرحلتي الصفين الرابع والثامن في العام الدراسي المنصرم 2016-2017 مراجعة مديرية التربية المركزية في الولايات مصطحبين معهم الجلاء المدرسي الخاص بأبنائهم، الحاصلين عليه مؤخراً من مراكز التعليم السورية المؤقتة، والذي يثبت انتقالهم إلى الصفين الخامس والتاسع، لاستخراج شهادة التعديل "الدنكليك" denkilk belgesi من المديريات المذكورة، ومن ثم تسجيل أبنائهم في المدارس الحكومية التركية القريبة من أماكن إقامتهم.
وكانت الوزارة قد أصدرت خلال العام الدراسي المنتهي قراراً باستمرار تسجيل الطلاب السوريين المنتقلين من الصف الأول إلى الصف الثاني في المدارس التركية بعد دمجهم منذ بداية ذلك العام فيها، والاستمرار أيضاً بتسجيل الطلاب الجدد من الصف الأول ضمن مقاعدها.
وبذلك سيشهد العام الدراسي الجديد 2017- 2018 انتقال طلاب تلك المراحل الأربعة بشكل نهائي من مراكز التعليم السورية المؤقتة إلى المدارس الحكومية التركية ما سيشكّل تناقصاً ملحوظاً لأعداد الطلاب السوريين في المراكز المؤقتة يقابله زيادة في عدد المعلمين السوريين فيها، لا سيما من اختصاص "معلم صف" نتيجة الفراغ الذي شكّله دمج طلاب المراحل الابتدائية.
وقد ألمحت الوزارة إلى إمكانية تقليص عدد المراكز المؤقتة خلال العام الدراسي القادم، والتي يداوم طلابها ومعلموها في المباني المدرسية التركية بعد انصراف أقرانهم الأتراك منها فترة الظهيرة، وسيتم التقليص من خلال ضمّ المراكز قليلة الطلاب مع مراكز الطلاب الأكثر عدداً حسب توزّعها داخل الأحياء والمناطق المكتظة بالعائلات السورية.
وكانت دائرة تعليم مدى الحياة قد أصدرت منتصف شهر تموز/ يوليو الجاري قراراً بمنح إجازة مأجورة للمعلمين السوريين لمدة شهر كامل تنتهي بمنتصف شهر آب/ أغسطس القادم، بعد استمرار الأخيرين بالدوام خلال عطلة الصيف لاتّباع دوراتِ تقويةٍ في اللغة التركية داخل المراكز، ويبدو أن إجراءات التسجيل الجديدة، ونقل الطلاب والمعلمين، وإعادة توزيع المراكز، كانت جميعها الدافع وراء منح تلك الإجازة الشهرية.
يذكر أن وزارة التعليم الوطني قد اتخذت قراراً بدمج الطلاب السوريين في برنامج "تعليم مدى الحياة" منذ نهاية العام الدراسي 2015- 2016 لا سيما بعد زيادة أعداد اللاجئين السوريين وتضخّم المراكز المؤقتة المدعومة من المنظمات والجمعيات المختلفة وزيادة أعباء الأهالي نتيجة الأقساط وعدم توافر الشروط الصحية والتعليمية في معظمها، وتكفّل منظمة "اليونسيف" بدفع مرتبات المعلمين المتطوعين فيها، وأخيراً، وهو السبب الأهم، استمرار وطول الأزمة والنزاع في سوريا بشكل لم يكن متوقّعاً لدى الطرفين السوري والتركي، ما حتّم على الأخير المضي في خطة "الدمج" وتوطين وتجنيس الراغبين من السوريين في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!