ترك برس
قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن الجولة الخليجية التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يجب أن تقلق القيادة الإسرائيلية، لأن أردوغان يسعى إلى حل الأزمة القطرية وهو ما يعني تراجع الاهتمام الخليجي بقضايا الإرهاب، كما سيعيد قضية القدس إلى بؤرة الاهتمام الخليجي، مما سيؤثر على العلاقات الدافئة بين إسرائيل وبعض دول الخليج.
وبدأ الرئيس أردوغان أمس الأحد جولة خليجية تستغرق يومين استهلها بزيارة المملكة العربية السعودية، يتوجه بعدها إلى الكويت وقطر، في محاولة لحل الأزمة الخليجية التي اندلعت قبل قرابة شهرين.
واستعرضت الصحيفة مواقف الرئيس أردوغان خلال الأشهر الماضية من الاحتلال الإسرائيلي والوضع في القدس المحتلة، وقالت إن أردوغان تحدث خلال مشاركته في المؤتمر الدولي لأوقاف القدس في مايو/ أيار الماضي، عن أهمية القدس للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وحث المزيد من الأتراك وغيرهم على زيارة المدينة وإظهار الدعم للفلسطينيين.
وفي 22 يوليو/ تموز أصدر مكتبه بيانا يدين إسرائيل قال فيه: "إن من غير المقبول أن تغلق إسرائيل الحرم الشريف لمدة ثلاثة أيام، وتفرض قيودا جديدة بما فيها كاشف المعادن على دخول المسلمين إلى المنطقة".
وأضافت الصحيفة أن أردوغان كتب في البيان بصفته رئيسا لمنظمة التعاون الإسلامي "أن إسرائيل تتجاهل كل التحذيرات، وأنها تستخدم القوة المفرطة ضد إخواننا المصلين المسلمين الذين تجمعوا لصلاة الجمعة".
وقالت الصحيفة إن أردوغان تجاهل في بيانه أي فهم لمصالح إسرائيل الأمنية، ولم يصف الفلسطينيين الثلاثة الذين قتلوا جنديين إسرائيليين خارج المسجد الأقصى بالإرهابيين، بل وصفهم بالفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم، ولم يرد ذكر للضباط الإسرائيليين القتلى.
ولفتت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها الرئيس التركي انتقادات شديدة لإسرائيل، فقد سبق أن وجه انتقادات عنيفة لها على مدى السنوات العشر الماضية، خاصة بعد عملية الرصاص المصبوب في عام 2009، والاعتداء على السفينة التركية مافي مرمرة في عام 2010.
ووفقا للصحيفة، فإن هناك مسألة أخرى يجب أن تقلق إسرائيل من زيارة أردوغان، وهو تراجع الاهتمام الخليجي fقضية الإرهاب ودعم قطر لحماس وحزب الله.
وقالت الصحيفة إن أزمة قطر أظهرت أن دول الخليج كانت تتشارك المخاوف الإسرائيلية حول حماس وحزب الله، لأنها اتهمت قطر بالعمل مع حماس وإيران.ولكن زيارة أردوغان يمكن أن تكسر الجليد حول فرض مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية على قطر.
وأضافت أن تركيا هي أحد الداعمين الرئيسيين لقطر، وكلاهما قريب من حماس، وخلال السنوات الأخيرة كان لتركيا تطلعات إلى لعب دور في الدفاع عن المسجد الأقصى، واحتضان الحقوق الفلسطينية. ويمكن أن تؤدي الأزمة الأخيرة إلى جولة أخرى من محاولات أردوغان لجعل قضية القدس قضيته الخاصة.
وخلصت الصحيفة إلى أن أي آمال كانت تعقدها إسرائيل على تركيا للعب دور بين إسرائيل والفلسطينيين قد ذابت، بعد المكالمة الهاتفية بين أردوغان والرئيس الإسرائيلي يوم الخميس، ثم بيان الرئاسة التركية يوم السبت، ولم يعد أمام إسرائيل سوى أن تأمل في استمرار العلاقات الدافئة مع دول الخليج، وأن لا تؤجج قضية القدس التوترات معها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!