هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
ألم يقولوا إن تنظيم داعش أسس دولة عظيمة وجدارًا دفاعيًّا لا يُخترق في الرقة؟..
ألم يقولوا إنه إذا غضب استولى على سوريا وشمال العراق، واجتاح حتى شبه الجزيرة العربية؟..
هل بقي أحد الآن يتحدث عن مثل هذه الفرضيات الخاصة بتنظيم داعش، بعد أن شبعنا من سماعها على مدى أربع سنوات؟
لا!
لم يبق حتى من لديه الفضول لمعرفة ما يحدث في الرقة والموصل.
الأمر المثير للعجب هو أن الموصل أصبحت كموقع أثري وقع في قبضة علماء آثار عديمي الرحمة أوسعوه حفرًا ونقبًا، لكن لم يعثروا بأي حال من الأحوال على داعش، الذي نسمع عنه منذ سنتين.
في تلك الأوقات كنت أطرح سؤالًا في اللقاءات التلفزيونية أو في مقالاتي "من يدري ما هو عدد تنظيمات داعش؟"، وأقول "عندما تنتهي وظيفتها لن يذكر أحد مشاهد قطع الرؤوس"، وكان من يسمعوني يظنون أنني أبالغ.
نفس الأشخاص يقدمون تحليلات هذه الأيام يقولون فيها "داعش على وشك الانتهاء، وعوضًا عنه ينبعث تنظيم القاعدة من تحت الرماد".
وهم ليسوا مخطئين.
لأن الأحداث تسير في هذا الاتجاه.
لكن لماذا يا ترى؟
هل ينبغي علينا التفكير على النحو التالي؟ داعش كان أداة في ساحة لعب القوى العالمية.
هل يسعى بارونات الصناعة الحربية، الذين دخلوا في صراع مع القوى العالمية (أصحاب الأموال)، إلى الاستعانة بلاعبيهم القدامى؟
لست أدري.
قد تبدو فرضية تعتمد أكثر من اللازم على نظرية المؤامرة، لكن لنعترف أنها تبعث على التفكير.
والآن، أتناول نقطة تعنينا بشكل أكبر.
فما هي؟
ينشرون الصور أمامنا.
هذا من وحدات حماية الشعب، وهذا من قوات سوريا الديمقراطية، وذاك من تحرير الشام، والأخير من داعش، وهكذا.
بطبيعة الحال يثور فضولنا عندما نرى أحدهم أشقر الشعر أزرق العينين.
لكن في الحقيقة لا يعترف المال بالعرق والشكل والسحنة!
كما أن القومية والجنسية لا وزن لهما عند الدخول في خدمة "شركات القتال" من أجل الانتقال إلى الجبهة (أو إلى ساحات الإرهاب)!
ما وراء حدود تركيا الجنوبية ينضح بالمقاتلين التابعين للشركات المذكورة.
لا تخلطوا ما بين هؤلاء ومقاتلي الجيش الأمريكي المحترفين. من أقصدهم هم المقاتلون، الذين أفلتوا من عقوبات قضائية، وأصبحوا من العاملية في شركات القتال.
أصبحت القوى العظمى في العالم تعتمد على رجال هذه الشركات من أجل أداء أعمالها. لأن خدماتها زهيدة الثمن إذا ما قُورنت بتكاليف جيش رسمي.
والآن، لنتحدث عما نقصده عنما نقول داعش... لا تستبعدوا أن يكون جزء من قصة التنظيم عبارة عن حفلة تنكرية دموية تنظمها الشركات آنفة الذكر.
على سبيل المثال، هل كان داعش في الموصل، أم أنها شركات القتال متنكرة بزي داعش؟
أرجو أن يبقى هذا السؤال محفوظًا في ذاكرتكم...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس