ترك برس
عُرف الفنان الفرنسي "فيلكس زييم" (26 شباط/ فبراير 1821 - 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 1911) بشغفه بمدرسة "باربيزون" (Barbizon) في الفن، وهي مدرسة تقوم على نقل المناظر التي رآها الفنان بعينه إلى الورق. وكانت من أحب المناظر على قلبه، تلك التي تتشابك فيها المدينة مع البحر، فغالبًا ما كان يهتم برسم البندقية (فينيسيا) الإيطالية وإسطنبول التركية.
وقد ترك وراءه خمسة من اللوحات التي لا تُفوّت لإحدى أجمل المدن على الإطلاق، إسطنبول:
1- مشهد لإسطنبول
رسمها زييم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كشف فيها الجانب الخلّاب للحياة في البحر من خلال المراكب الشراعية القديمة وهيكل المسجد الضخم في الخلف. اعتمد زييم في اللوحة على استخدام الألوان النابضة بالحياة، وتقنية التغيير المستمر للضوء وشدة أشعة الشمس باستخدام الفرشاة، الأمر الذي وضعه في مقارنة مع أبرز فناني عصره.
2- إسطنبول الحالمة
رسمها خلال العقد التاسع من القرن التاسع عشر (1880 - 1890) حين زار إسطنبول لشهرين بعد حرب القرم سنة 1856، وقضى تلك الفترة بالتجول في المدينة ورسم عدد كبير من اللوحات اعتبرها المؤرخون لاحقًا الأساس الذي سار عليه زييم في جميع لوحاته الزيتية التي احتفظ بها في الاستديو الخاص به. استخدم زييم المناظر الطبيعية التي رآها في إسطنبول لا لنقل صورة واقعية عن المدينة، وإنما لرسم تصوره عن إحدى المدن الخيالية التي حلم بها، والتي كانت إسطنبول ملهمته الأولى والأخيرة فيها.
3- شروق الشمس فوق البوسفور
في هذه اللوحة صوّر زييم إسطنبول الرومنسية كما يراها. ومن المثير للاهتمام أنه حتى هذا الرسم الصغير استطاع منح المشاهد صورة عن اختلاف الجوانب التي يغطيها زييم في لوحة واحدة. قام برسم الشمس في المنتصف بين المسجد والمراكب الشراعية، وخفض خط الأفق نحو الأسفل لكي يعطي مساحة للسماء لتظهر أكبر حجمًا. وبالرغم من الجوانب الكثيرة الغامضة التي نراها في الصورة إلا أن زييم استطاع جمعها بشكل صحيح من غير أخطاء في لوحة واحدة، فقد تم تدريبه ليكون مهندسًا معماريًا قبل أن يصبح رسامًا.
4- راقصة في "الكايك": (والكايك اسمٌ يطلق على السفن الشراعية الصغيرة شرق البحر الأبيض المتوسط)
في هذه اللوحة استخدم زييم الخلط بين الرسم العادي والتلوين بالزيت. وكما عودنا زييم فإن الإنسان في لوحته يحمل صورةً غامضة لذلك فإنه يعمد لاستخدام ألوان قليلة لتلوينه. وتعد رسمته هذه إحدى أبرز الأمثلة عن لوحاته لإسطنبول التي تحمل عددًا كبيرًا من التفاصيل، لا يستطيع المشاهد إدراكها في نظرة واحدة.
5- "الكايك" والمراكب الشراعية في البوسفور
رسمها زييم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد عودته لمدينته معتمدًا على صور إسطنبول التي احتفظ بها في ذاكرته أثناء وجوده هناك. كان زييم معروفًا آنذاك بقدراته في رسم البورتريه (الأشخاص)، فن تصوير الحياة الصامتة (وهو رسم أي من الجمادات، النباتات أو الكائنات غير الحية في بيئتها غير الطبيعية)، وفن التصوير التاريخي (وهو رسم الأحداث أو الأماكن التاريخية كما يتصورها الرسام)، إلا أنه بعد هذه اللوحة بات من الفنانين المحترفين في مدرسة باربيزون في الفن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!