سيفيل نورييفا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
ماضي إيران حافل بالهفوات إلى درجة أن المرء لا يمكنه منع نفسه من التساؤل "هل يمكن التحالف مع إيران"، حتى مع وضع الأحداث الحالية في عين الاعتبار.
عند النظر إلى أسباب النزاع مع الدولة العثمانية نجد أن إيران كانت دائمًا دولة تشارك في مؤمرات تحيكها بنفسها أو يحيكها آخرون. ومن غير الممكن ألا نرى الحسد الإيراني تجاه تركيا من خلال المكائد التي كانت تلجأ إليها.
ولا يمكننا أن ننسى مواقف إيران المناوئة لتركيا، حتى في الأوقات العصيبة، وفي الفترات التي ضيقت الولايات المتحدة عليها الخناق.
ولا بد لنا من قراءة متعمقة في الوقت الحالي لأسباب الدعم الذي قدمته القوى الإمبريالية وفي طليعتها فرنسا للثورة الإيرانية.
وبطبيعة الحال سيكون من الخطأ تناول الملف الإيراني مع التغاضي عن دور طهران في إثارة النزاعات الطائفية.
وينبغي أيضًا ألا ننسى كيفت اتفقت مع تنظيم بيجاك على مدى سنوات طويلة، وكيف دفعت حزب العمال الكردستاني داخل الحدود التركية، وكيف حمت قادة الحزب بهدف استخدامهم ضد تركيا.
وعلينا ألا نغفل أيضًا كيف كانت على علاقات وثيقة مع شركات بريطانية وفرنسية حتى خلال فترة الحصار، وكيف تعاملت مع الفاعلين الإمبرياليين حتى بعد الثورة فيها.
يصبح موقف إيران واضحًا عندما تتعرض مصالحها للضرر أو عندما يطرق أي تهديد بابها. وعلى الرغم من رؤيتي هذا الموقف الذي تتخذه دولة قامت بثورة إسلامية، إلا أنني دائًما ما تساءلت "لماذا تتخذ إيران هذه المواقف المتناقضة؟".
هل يمكن أن يكون الأمر متعلقًا بموقف طائفي عادي فقط، أم أن التمييز الطائفي هو غطاء لنوايا أخرى؟
وفي الواقع، تولي تركيا دائمًا أهمية لعلاقاتها مع إيران، ولم يكن لديها أبدًا مخططات خفية تجاهها.
وربما هذا ما يميز تركيا عن غيرها بما فيهم إيران؛ لا خطط خبيثة ، ولا عمليات في الخفاء! تقول الحق ، ولا تتراجع عنه حتى لو لم يكن في مصلحتها.
اعتبرت إيران تركيا منافسًا لها دائمًا. وما زالت على هذا الموقف حتى اليوم. لكن هناك مشاكل خطيرة تقف على الباب، وعلى طهران أن تراها. هذه المشاكل أخطر من ألاعيب إيران الخبيثة.
إذا كانت إيران تريد حقًّا سلامة المنطقة، وترغب في إحباط الألاعيب فعليها أن تؤكد الأقوال بالأفعال. الواقع الجديد المفروض على المنطقة في القرن الحالي هو رسم حدود جديدة لإسرائيل، والسيطرة على مخرج البحر المتوسط، وتسليم خطوط الطاقة إلى حزام إرهابي يدين بالولاء لإسرائيل. وهذا ما يجب رؤيته والإقدام على خطوات مناسبة لمواجهته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس