ترك برس
دعت مجلة ذا أتلانتيك الأمريكية إدارة الرئيس، دونالد ترامب، إلى تقديم مزيد من المساعدات لتركيا في حربها على حزب العمال الكردستاني الإرهابي، إذا أرادت أن تحصل على الدعم الضروري اللازم من الحكومة التركية لهزيمة تنظيم الدولة (داعش) في سوريا، مشيرة إلى أنه لا يوجد طريق للانتصار على داعش بدون تركيا.
وتناولت المجلة في مقال لأرون شتاين الباحث المتخصص في الشأن التركي زيارة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أمس الأربعاء لأنقرة، ووصفت مهمته بأنها مهمة صعبة نظرا للتناقضات التي تجمع حلفاء واشنطن، حيث تعتمد الجهود الأمريكية في سوريا اعتمادا أساسيا على مجموعات كردية تعدها تركيا جماعات إرهابية.
وأوضح شتاين أن خطة إدارة ترامب للقضاء على تنظيم الدولة تعتمد على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل الميليشيات الكردية أغلبيتها، وعلى الهجمات الجوية، ومئات من قوات العمليات الخاصة التي تقود قسد في المعارك. في حين ترى تركيا أن المشكلة مع القوة الأهم في قسد أي وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لبي كي كي الذي استأنف تمرده الممتد منذ عقود على الدولة، ولذلك هدد المسؤولون الأتراك باستهداف قوات سوريا الديمقراطية فى نقاط مختلفة خلال العامين الماضيين.
ويشير شتاين إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بذلت جهودا دبلوماسية كبيرة لإبقاء قواتها خارج سوريا، ومنع تحالف واشنطن- أنقرة من الانهيار. ونتيجة لذلك، لم تتدهور العلاقات الأمريكية التركية تماما، ولكن أنقرة اختارت إرسال قوات عبر حدودها مع سوريا في آب/ أغسطس 2016 لمحاربة داعش واحتواء قوات سوريا الديمقراطية.
ورأى شتاين إن وزير الخارجية الأمريكي يبدو مخلصا في جهوده لفتح صفحة جديدة مع الأتراك، لكن جهوده تبدو غير مجدية ما لم يدفع الرئيس ترامب بمزيد من القوات الأمريكية على الأرض في شرق سوريا لتعويض خسارة قوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف أن النهج الحالي لإدارة ترامب يأتي على النقيض من تصريحات الرئيس نفسه خلال حملته الانتخابية، ولا يتفق مع التفكير العسكري الأمريكي الحالي حول الصراع والقدرة على هزيمة داعش بالاعتماد الكبير على المليشيات المحلية. وبالتالي، فمن المرجح أن تستمر الشراكة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، ما دامت الولايات المتحدة فى حالة حرب مع داعش، وهذا يعني أن التوترات مع تركيا سوف تستمر أيضا.
ونوه شتاين إلى أنه على الرغم من التوتر بين تركيا وحلفائها في الناتو منذ محاولة الانقلاب الساقط، فإن العناصر الرئيسية للحكومة الأمريكية عازمة على تحسين العلاقات مع تركيا. وتعتمد حجج المؤيدين لتعزيز التعاون على التهديد الطويل الأمد لأمن الولايات المتحدة في أوروبا وأهمية الحفاظ على حلف الأطلسي. وقد عارض ترامب أساسيات هذه الحجج بانتقاده المتكرر للناتو، ولكن عددا من مستشاريه الحاليين والسابقين يؤكدون أن شعار حملته "أمريكا أولا" لا يعني "أمريكا وحدها" أو الولايات المتحدة بدون حلفاء.
وختم شتاين مقاله بأن توسع الولايات المتحدة في تقديم المساعدات لتركيا لاستهداف حزب العمال الكردستاني وتتبع مصادر تمويله في أوروبا، من شأنه أن يفضي إلى معضلة أخرى، ولذلك فإن أي اتفاق من هذا القبيل يجب أن يظل سريا، نظرا لطبيعة هذا النوع من البرامج، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة على المجهود الحربي الأمريكي في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!