حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
يبدو أن أكبر مشكلة تواجه الأردن، الذي زاره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع الأسبوع، هي معارضة إسرائيل لخطة مناطق خفض التوتر المزمع إقامتها في سوريا بدعوى أن قوات إيرانية ستتمركز فيها، إضافة إلى ممارسة تل أبيب ضغوطًا على عمان في هذا الخصوص.
عندما زار أردوغان الأردن، كان نتنياهو في الولايات المتحدة يعمل على إقناع ترامب بالعدول عن دعم الخطة المذكورة. وفي الحقيقة فإن ترامب، بسبب مشاكل السياسة الداخلية، لا وقت لديه ليهتم بسوريا أو الأردن.
كما أن ترامب لا يرغب في إفساد الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا حول خطة مناطق خفض التوتر، ولهذا أعاد نتنياهو إلى بلاده بخفي حنين.
خيبة الأمل هذه أثارت غضب نتنياهو، فهرول أول أمس إلى روسيا، لينقل الطلب نفسه إلى بوتين قائلًا: "لا يمكنكم وضع حزب الله في سوريا في المنطقة القريبة من حدود لبنان وإسرائيل والأردن".
تعتبر إسرائيل كل شيء فيه اسم إيران هو "حزب الله". وبطبيعة الحال، كما تنزعج تركيا من الحشد الشعبي، يثير حزب الله الانزعاج لدى إسرائيل الأردن ولبنان من. لكن التخلص من هذا الانزعاج لا يكون عن طريق رفض إقامة مناطق خفض التوتر "لأنها سوف تجلب حزب الله".
رئيس الأركان الإيراني محمد باقري عرض على أنقرة إمكانية تصرف بلاده بصفتها عضو يتحلى بالمسؤولية في المجتمع الدولي. والوقت حان لرؤية الدليل على هذا العرض. ومن الممكن أن نرى تحقق ذلك خلال فترة قصيرة.
فإيران تعرف أن الحزام الذي سيُقام في شمال سوريا لن تقف حدوده هناك، وإنما سوف يمتد وفقًا لتقويم محدد إلى العراق. وهذا الحزام سوف يحيي آمال حزب العمال الكردستاني في تركيا، وتنظيم بيجاك في إيران.
فهل من الممكن ألا تكون إيران قد رأت أن لعبها دور المنفذ المسؤول لخطة خفض التوتر، أفضل بكثير من إغضاب تركيا مقابل حصول الحشد الشعبي على بلدتين في العراق، أو الدخول في مغامرات جديدة تعرف جيدًا أنها لن تحقق مكاسب فيها على حساب إسرائيل باستخدام حزب الله؟
خلال الأسبوع الحالي، كتب كتاب الأعمدة المقربين من الدولة العميقة في إسرائيل باستمرار أن "إسرائيل، كما الأردن، تعترض على زيادة النفوذ الإيراني على حدودها".
لكن بالنظر إلى الرضى الذي أبداه أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو طوال زيارة الأردن يمكننا استخلاص أنه ليس هناك خلافات فكرية بينهما وبين الملك عبد الله حول مناطق خفض التوتر.
والآن تتوجه الأنظار إلى إيران لكي تثبت أنها بلد يريد أن يتحقق السلام والاستقرار في البلدان المجاورة له، وليست بلدًا يسعى إلى نشر المذهب الشيعي في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس