سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
قبل فترة وجيزة انعقدت قمة أسبن الأمنية، التي تشارك فيها شخصيات هامة سابقة وحالية في جميع المؤسسات الاستخباراتية والأمنبة في الولايات المتحدة.
خلال الاجتماع طرح ديفيد أغناتيوس من صحيفة واشنطن بوست، وهو أحد أهم كتاب الشأن الأمني في الإعلام الأمريكي، العديد من الأسئلة الملفتة على المحاضرين، ومن بينها أسئلة تتعلق بتركيا.
بعد القمة قال أغناتيوس، قاصدًا المحاضرين في القمة: "للمرة الأولى في حياتي أرى الدولة العميقة بهذا القدر من الوضوح". وأنا أشاطره هذا الرأي، وإذا كان الدولة العميقة مكونة من هذا الكادر فالرئيس دونالد ترامب يواجه مأزقًا في غاية الخطورة.
لأن المشاعر المشتركة لدى عناصر الاستخبارات من جميع المستويات، عقب استماعنا لكلماتهم في القمة، كانت مناهضة لترامب. الموجودون على رأس عملهم حاليًّا تحدثوا بشكل مبطن، أما المسؤولون السابقون فأعربوا عن استيائهم من ترامب بشكل علني.
وأكثر من أظهر هذه المشاعر هو جيمس كلابر، المدير السابق للمخابرات الوطنية الأمريكية، وهو من أهم الشخصيات في الأوساط الاستخباراتية، وشغل منصبه في عهد الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، ويتمتع باحترام كبير من جانب الجميع.
رغم مضي بعض الوقت على انعقاد القمة، إلا أنني عدت للحديث عنها اليوم لأن الإعلام تناقل تصريحات لكلابر، قال فيها إن "الرئيس ترامب غير مناسب للجلوس إلى كرسي الحكم".
وأضاف: "لست واثقًا من أنه الشخص المناسب لاستلام أكواد الحرب النووية". كما أنه أومأ إلى أن الحالة النفسية لترامب ليست طيبة، وأنه يسعى للتخلص من منصب الرئاسة من خلال سلوكياته الغريبة.
يتحدث الصحفيون عن هذه الأمور منذ فترة، لكن سماعها من شخص يمتلك اعتبارًا كبيرًا في الأوساط الاستخباراتية أمر مذهل حقًّا.
وتنشر هذه الأوساط أحاديث مفادها أن ترامب غير مناسب للرئاسة، وأن حالته العقلية سيئة، حتى أنه مصاب بمرض نفسي.
كما أن هناك يد خفية نظمت 55 ألف شخص من العاملين في قطاع الأمراض العقلية، ليشكلوا حركة تحت اسم "مهمتنا التحذير". ويسعى هؤلاء لإقناع الرأي العام الأمريكي بأن الحالة العقلية لترامب ليست على ما يرام.
إذا كان حديث كلابر يعكس موقف الدولة العميقة في الولايات المتحدة، فمن الممكن أنها تستعد من أجل عزل ترامب من الرئاسة بموجب المادة 25 من الدستور الأمريكي بداعي عدم ملاءمة حالته العقلية للمنصب.
وكما قال ديفيد إغناتيوس، هناك فعلًا دولة عميقة بدأت بالتحرك في الولايات المتحدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس