هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
وصلنا العاصمة الكازاخية أستانة برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي.
التقينا في أستانة مع عقيلة الرئيس أمينة أردوغان والوفد المرافق لها، بعد عودتهم من بنغلاديش حيث زاروا مخيمات اللاجئين المسلمين الروهنغيا فيها لتقديم المساعدة لهم.
كما هو الحال بالنسبة لقضايا العالم الإسلامي الأخرى، تقف تركيا في الصف الأول وتبذل الجهود من أجل الوصول إلى الحلول. فوزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أعلن أن بلاده سوف تساعد بنغلاديش في حال فتحها الأبواب أما الفارين من أراكان
أردوغان يشارك في قمة منظمة التعاون الإسلامي، إلا أن الاجتماعات التي سيعقدها على هامش القمة بخصوص مناطق النزاع تتمتع أيضًا بالأهمية. لأن أستانة ستستضيف بعد فترة قصيرة من القمة اجتماعًا هامًّا بخصوص مستقبل سوريا.
تعمل المجموعة التي تقودها روسيا وإيران وتركيا على إحلال السلام في بلد تحول إلى بحيرة من الدماء من خلال مفاوضات أستانة. الملفت في الأمر هو أن تركيا تقيم تعاونًا أوثق مع بلدان المنطقة على الرغم من كونها عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). والأمر المؤكد أن واشنطن منزعجة هذا التقارب بين أنقرة وموسكو وطهران.
الولايات المتحدة، حليفة تركيا، تقيم تعاونًا مع وحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، على الرغم من جميع تحذيرات أنقرة. بل إن وحدات حماية الشعب أصبحت بمثابة قوات برية أمريكية بفضل هذا التعاون.
وفي هذا الوضع المعقد يتوجه أردوغان الأسبوع القادم إلى نيويورك من أجل المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبسبب خيار الولايات المتحدة آنف الذكر بلغ التوتر بين واشنطن وأنقرة ذروته. وفوق ذلك فإن الخلافات بينهما منتشرة على أكثر من جبهة.
قضايا من قبيل الدعوى المرفوعة ضد حراس أردوغان، وقرار عدم بيع الأسلحة لطاقم الحراس، والمقاطعة الخفية الأمريكية تجله تركيا، والموقف اللامسؤول في مسألة تنظيم غولن، أبعدت العاصميتن كثيرًا عن بعضهما. ومن ناحية أخرى، ترسل الإدارة الأمريكية باستمرار مشاريع قوانين مناهضة لتركيا إلى الكونغرس...
أجندة زيارة أردوغان للولايات المتحدة ستكون حافلة من جديد. قد لا يعقد أردوغان وترامب اجتماعًا شاملًا يتناول جميع القضايا، لكن من المؤكد أنه سيعرب بنفسه عن خيبة أمله من سلبية الإدارة الأمريكية.
وإذا سعت الولايات المتحدة إلى التضييق على تركيا من خلال قرارها الأخير حول وزير الاقتصاد التركي الأسبق ظفر تشاغلايان فإن العلاقات بين البلدين سوف تتعرض لضربة شديدة.
أعتقد أن أردوغان سوف يقدم على حملات مفاجئة إذا لم يتمكن الطرفان من تجاوز العثرات القائمة في المجالات المذكورة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس