تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
عندما يرد ذكر الإرهاب العالمي تتحدث جميع البلدان تقريبًا، وعلى رأسها القوتين العظميين الولايات المتحدة وروسيا، عن المكافحة المشتركة للإرهاب، إلا أن الوضع على الساحة يشهد خلافًا في التوصيف. فكل بلد يقوم بتوصيف الإرهاب والإرهابيين وفق ما تقتضيه مصالحه.
ويقول بعض المختصين إن "وراء كل تنظيم إرهابي بكل تأكيد جهاز استخبارات، ومن غير الممكن للتنظيم الإرهابي المحافظة على وجوده دون دعم جهاز الاستخبارات".
سألت مساعد رئيس جهاز الاستخبارات التركية السابق جواد أونيش، عن هذا التناقض، فأجاب:
"الأمر لا يتعلق فقط بأجهزة الاستخبارات، وإنما بالبلدان والحكومات التي تتبع لها الأجهزة. يمكننا القول إن بعض البلدان تدعم تنظيمات إرهابية معينة. ولهذا تقيم أجهزة استخبارات تلك البلدان اتصالاتها مع التنظيمات الإرهابية وتوجهها من أجل مصالح وسياسات بلدانها".
وأضاف أن "هذا لا يعني أن جهاز استخبارات أو بلد ما أسس تنظيمًا إرهابيًّا، لكنه يسعى عبره للحصول على المعلومات أو خلق إمكانية توجيهه عند الضرورة. وهذا يتغير وفق مصالح وظروف كل بلد".
- الأصح إذًا أن نقول إن البلدان هي من تدعم التنظيمات الإرهابية؟
"بالطبع، هذا ما أعنيه. على سبيل المثال علاقة وحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، مع الولايات المتحدة. حزب العمال الكردستاني قادر على فتح مكاتب تمثيل له في معظم العواصم الأوروبية، وفي موسكو وواشنطن، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات".
ومضى قائلًا: "لا يجب أن نخلص من ذلك إلى حكم عام بأن هذه البلدان أسست وتؤيد حزب العمال. يدعم معظم هذه البلدان ويحمي الحزب بدرجات متفاوتة، ويسعى لاستغلال دور الحزب في التطورات الحاصلة في المنطقة لمصالحه. ولكل بلد مصالح مختلفة تمامًا عن الآخر".
وأوضح أونيش أنه ليس هناك أسلوب موحّد لمكافحة الإرهاب بسبب اختلاف تعريفه ومصالح البلدان.
- كيف اتحد الجميع ضد داعش
"بدا أن جميع هجمات داعش تستهدف البلدان الغربية ومجتمعاتها، وأن النظام الذي يسعى التنظيم لتأسيسه مخالف للقيم الغربية، فهو كيان يشكل تهديدًا دائمًا للغرب. ومن هنا تأسس التحالف الدولي لمكافحته".
- وإذا استهدف حزب العمال الكردستاني ألمانيا؟
"هذا أمر غير ممكن بالطبع، لكن اختلاف المصالح يقضي على الحزب. في فرنسا كان هناك حركة أسالا الأرمينية الإرهابية. نفذت عملية في مطار ليون استهدفت خلالها المصالح الفرنسية، وبعدها انتهت الحركة في فرنسا".
- إذًا المسألة تتعلق بالاستفادة من الإرهابي؟
"بالطبع. للأسف ترغب بعض البلدان باستخدام، ويستخدم فعلًا، التنظيمات الإرهابية من أجل حماية مصالحها أو إلحاق الضرر بالبلدان التي تستهدفها. ما يحدث اليوم يظهر ذلك بوضوح..".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس