سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
ما شهدته العاصمة الأمريكة واشنطن من قرارات وسياسات، قبل قمة أردوغان- ترامب في نيويورك، لم يكن يقدم مؤشرات طيبة على سير علاقات البلدين الحليفين.
وبالنسبة لرجل مثلي، مضطر يوميًّا لمتابعة ومعرفة كيف تسير الأمور في مؤسسات الدولة الأمريكية وكيف يفكر رجالاتها، لم يكن هناك مجال للتفكير بكثير من الإيجابية.
كنت مستعدًا لأرى بصيص أمل حتى ولو انفضت القمة الأخيرة بين الزعمين وهما يقولان "اتفقنا على ألا نتفق". بيد أن القمة تمخضت عن نتيجة أفضل بكثير مما كان ينتظره العاملون في مؤسسات الإدارة الأمريكية، ومما كنت أتوقعه أنا نفسي كصحفي.
وفي الواقع، كان حسبي من هذه القمة حتى أحافظ على أملي أن يقول الزعيمان "اتفقنا على ألا نتفق"، لأن هذا كان سيعني أنهما يقولان "لن نقطع علاقاتنا مع بعضنا البعض، حتى وإن كان هناك بعض الخلافات إلا أننا سنتوصل لحل لها عن طريق الحوار".
غير أن أردوغان وترامب نجحا في تحقيق ما هو أفضل من ذلك، عبر إيجاد قضية يمكنهما الاتفاق عليها، وهي مسألة الاستفتاء في شمال العراق. بمعنى أن الزعيمين وضعا أرضية أكثر صلابة من أجل تحسين العلاقات في المستقبل.
وأقولها بصراحة، منذ ثمانية أشهر وأنا أتابع تطورات الأحداث هنا في واشنطن، وخلال هذه الفترة، هذا هو الخبر الجيد الوحيد الذي سمعته بخصوص العلاقات بين البلدين. على الأقل، هو تطور يترك الباب مفتوحًا على الأمل في المستقبل.
وعلاوة على ذلك، هناك حديث ترامب بحرارة عن أردوغان، وسلوكه الملفت أيضًا تجاهه. وهذا مؤشر على أن البلدين سوف يواصلان علاقاتهما التاريخية، وأن الاحتمال ما يزال قائمًا من أجل بدء مرحلة جديدة ترتكز على فهم متبادل وأكثر رسوخًا.
باختصار، كانت القمة من هذه الناحية في غاية النجاح. وتمكن الزعيمان بمهارة فائقة من إعادة العلاقات، التي كانت في طريقها إلى الانقطاع، إلى مسارها الطبيعي.
في مثل هذا النوع من القمم، نركز نحن معشر الصحفيين على النواحي السياسية والعسكرية. ربما يكون هذا الأمر طبيعيًّا لكنه قد يؤدي أحيانًا إلى إغفالنا بعض المستجدات الاقتصادية الهامة. وفي هذا السياق لفت المستشار الإعلامي للخطوط الجوية التركية يحيى أوستون انتباهي إلى تطور هام لم ألحظه.
تحت رعاية أردوغان أجرت الخطوط الجوية التركية مباحثات شاملة مع شركة بوينغ، ووقع الجانبان اتفاقًا تحصل بموجبه الخطوط التركية على 40 طائرة من طراز 787-9 دريم لاينر، وهي من أحدث الطائرات في العالم، ما بين عامي 2019 و2023.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس