ترك برس
أعرب النظام السوري عن استعداده للتفاوض على منح الأكراد إدارة ذاتية، في ما وصف بأنه مناورة من جانب النظام لاستيعاب "الحالة الكردية"، ومحاولة للضغط على تركيا، ونقل هذه "الورقة" إلى ملعبها، بحسب صحيفة "العربي الجديد".
وقال وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، في حوار تلفزيوني مع قناة روسية قبل أيام، إن السوريين الأكراد يريدون شكلاً من أشكال الإدارة الذاتية ضمن الحدود السورية، وهذا الموضوع قابل للتفاوض والحوار.
وأضاف المعلم أنه "عندما ننتهي من القضاء على داعش يمكن أن نجلس مع أبنائنا الأكراد ونتفاهم على صيغة للمستقبل"، إلا أن الميليشيات قالت إنها لم تتلق دعوة من النظام من أجل التفاوض، وإذا وجهت مثل هذه الدعوة، ستتم تلبيتها.
ويرى مراقبون أن تصريحات المعلم تهدف إلى احتواء أكراد سورية، الذين يراقبون ما يجري في إقليم كردستان العراق، وقد يطمحون إلى تشكيل إقليم حكم ذاتي تمهيداً للانفصال.
لا يعتقد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري والقيادي البارز في المجلس الوطني الكردي، عبد الحكيم بشار، أن هناك أي تغيير في موقف النظام تجاه القضية الكردية في سورية، حسب ما نقلت عنه "العربي الجديد".
وأضاف أنه "مجرد تكتيك يمارسه النظام، ويهدف إلى الضغط على تركيا وإحراجها سياسياً، إذ يعيش فيها نحو 20 مليون كردي"، وهو رقم تعتبر تركيا أنه مبالغ فيه.
ورأى بشار أن النظام "يهدف إلى استمرار سيطرته على قرار قوات الاتحاد الديمقراطي، وتعزيز دورها في المجتمع الكردي، بعد أن أثبتت الانتخابات الهزلية التي أجراها هذا الحزب في 22 سبتمبر الحالي الفشل الجماهيري العميق لهذا الحزب، إذ إن الإقبال على صناديق الانتخابات كان ضعيفاً جداً".
وأكد بشار أن "الأكراد يمثلهم المجلس الوطني الكردي، ولن يقبلوا التفاوض مع النظام القائم بشكل منفرد"، مضيفاً إن "مستقبل الأكراد مع الشعب السوري بمختلف مكوناته، والتفاوض مع هذا النظام سيكون من خلال المعارضة ووفق قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً بيان جنيف والقرار 2254، من خلال حل سياسي ودستور جديد يضمن حقوق الأكراد في سورية، وليس مع نظام زائل رفضنا التفاوض معه عندما كان في أوج قوته".
من جهته، أعلن نائب رئيس رابطة الأكراد المستقلين في سورية، رديف مصطفى، أنه "لا يثق بنظام مجرم فاقد الشرعية قتل نحو مليون شخص، ودمر أكثر من نصف البلد، وهجر الملايين، بمواجهة المطالب المشروعة للشعب في الحرية والكرامة".
وأعرب عن اعتقاده بأن النظام "لم يعد يمتلك سورية ليقرر مصيرها أو مصير جزء منها"، مضيفاً "هذه مجرد رسائل كاذبة تصدر من النظام في إطار محاولات إعادة تأهيل النظام بحجة مكافحة الإرهاب، علماً بأن النظام نفسه مارس ولا يزال إرهاب الدولة المنظم منذ البداية".
في سياق متصل، يرى الصحافي شادي عبدالله، أنه قد يكون من بين أهداف دعوة التفاوض، التي أطلقها وزير خارجية النظام، محاولة استفزاز تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!