سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
كان من نتائج استفتاء الانفصال، الذي جرى في شمال العراق، تحقيق تقارب ما بين تركيا وإيران والعراق. البعض نظر إلى الأمر على أنه ولادة "تحالف" جديد في الشرق الأوسط.
بيد أنه ما زال الوقت مبكرًا جدًّا من أجل وصف هذا التقارب بـ "التحالف"، والتوصيف الأصح له هو "شراكة" جديدة.
شكلت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لطهران الأربعاء الماضي خطوة هامة على طريق تأسيس هذه الشراكة.
البلدان الثلاثة الآن متفقة على أن الاستفتاء في شمال العراق سيتمخض عنه تأسيس دولة كردستان المستقلة، وهذا ما سيمثل مشكلة أمنية خطيرة.
هذه المخاوف دفعت تركيا وإيران إلى التحرك من أجل ردع حكومة بارزاني عن أحلامها في تحقيق الاستقلال.
حتى وقت قريب جدًّا كانت علاقات أنقرة متوترة مع حكومة العبادي في بغداد ومع حكومة طهران، لتتحول بسرعة إلى شراكة في مواجهة هذا الوضع الجديد، وهذا ملفت للنظر إلى أبعد الحدود.
لم تعد البلدان الثلاثة ترغب حتى في تذكّر التصريحات شديدة اللهجة التي أدلت بها تجاه بعضها البعض خلال السنوات الثلاث الأخيرة... وهذا ما يؤكد أن استخدام هذا الخطاب والأسلوب أمر غير صائب...
موقف مشترك
أنقرة وطهران عازمتان على إخضاع بارزاني من خلال الاشتراك في التدابير التي تريد بغداد اتخاذها ضد أربيل. هذا ما يظهر في وجهات النظر التي طرحها أردوغان خلال لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين، وفي القرارات المتخذة.
على سبيل المثال، كان من الملفت للانتباه اتخاذ أردوغان موقف مشترك مع القادة الإيرانيين حول وقوف إسرائيل والولايات المتحدة وراء إقدام بارزاني على الاستفتاء...
وهناك قرار آخر اتخذه الجانبان في مباحثات طهران، وهو تشديد العقوبات على حكومة بارزاني. ويثور فضول المتابعين حول ما ستكون عليه العقوبات الجديدة.
تركيا اتخذت موقفًا حذرًا في هذا الخصوص حتى اليوم، وعلى الأغلب أنها لن تتراجع عنه...
وجهة نظر مختلفة
بينما كان أردوغان يجري مباحثاته مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات حملت رسائل هامة.
وأوضح بوتين أن بلاده تعتبر ما حدث في شمال العراق شأنًا عراقيًّا داخليَّا، وأنها تنأى بنفسها عن الوقوف في صف طرف ما.
وطلب عدم الإقدام على خطوات من شأنها تصعيد الأزمة في شمال العراق، وعدم القيام بتصرفات تؤدي إلى رفع أسعار النفط في العالم...
تصريح بوتين أكد أن الزعيم الروسي يؤيد حل الأزمة الناشبة عقب الاستفتاء عن طريق المفاوضات بين بغداد وأربيل. وموقف روسيا هذا يبدو قريبًا من موقف فرنسا الساعية للقيام بوساطة بين الإقليم والحكومة المركزية، والولايات المتحدة الداعمة للمساعي الفرنسية.
ويبدو أن الضغوط سوف تتزايد على حكومة العبادي من أجل التوصل لحل عن طريق الحوار. بمعنى أنه بينما تقدم الجبهة المعارضة للاستفتاء على خطوات بشأن زيادة العقوبات، يبقى طريق الدبلوماسية أيضًا مفتوحًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس