هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
أعتقد أن حكومة الإقليم الكردي في العراق لن تتمكن من إجراء استفتاء الانفصال في ظل الظروف الراهنة. والاحتمال الأكبر أن تلجأ إلى تأجيله.
وهاكم الأسباب:
أعلنت تركيا بصراحة أنها تعارض إجراء الاستفتاء. بل إن وزير خارجيتها مولود جاوش أوغلو قال إن إصرار الإقليم على الاستفتاء سيكون له ثمن بكل تأكيد.
إيران أيضًا تتخذ الموقف ذاته. وعلى رئيس الإقليم مسعود بارزاني أن يقرأ الوضع الحالي بشكل صحيح. فمن أجل وقوف الدولة التي يسعى إلى تأسيسها في شمال العراق على قدميها يجب عليها حتمًا أن تقيم علاقات سليمة مع تركيا وإيران.
فمن غير الممكن تأسيس دولة دائمة بدعم من الولايات المتحدة وبعض البلدان الغربية فقط. ناهيك عن أن بلدانًا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا لا تدعم خطوات الانفصال في المرحلة الحالية.
كما أنني أعتقد أن قضية الاستفتاء تثير الكثير من الجدل من الناحيتين القانونية والسياسية.
الولايات المتحدة خدعت العالم بأسره عبر وثائق مزيفة واحتلت العراق بغير وجه حق، وأوصلته إلى حافة الانقسام.
وصول العراق إلى عتبة التشتت والانقسام لا يغير من حقيقة أن عاصمته هي بغداد، والحكومة العراقية تعارض الاستفتاء بشكل صريح.
البلد الوحيد الذي أعلن عن دعمه الصريح لاستفتاء انفصال الإقليم هو إسرائيل، التي تسعى إلى تعزيز ذريعة وجودها من خلال مقولة "ينبغي أن يحصل شعب بلا دولة على دولته".
كما أن الروابط التاريخة الوثيقة بين بارزاني وإسرائيل معروفة للجميع.
سبب آخر وراء دعم تل أبيب للاستفتاء، وهو رغبتها بالتخلص من الشعور بأنها محاصرة من جانب البلدان العربية. وتعتبر إسرائيل الأكراد ليبراليين ومؤيدين للغرب وحلفاء لإسرائيل.
ويتوجب علينا أن نشير أيضًا إلى اكتساب التوجه نحو عدم اعتبار حزب العمال الكردستاني تنظيمًا إرهابيًّا، المزيد من القوة في إسرائيل.
ينبغي على من يقيمون في شمال العراق وشمال سوريا أن يروا بشكل واضح أن السعي وراء طموحات عاطفية أو غير عقلانية سيجر المنطقة، المشتعلة أصلًا، نحو كارثة أكبر.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار الحساسيات الأمنية لبلدان الجوار حتى يخيم السلام والاستقرار على مستقبل البلدين المذكورين.
يجب أن يتخذ العرب والأكراد والتركمان معًا القرارات المتعلقة بمستقبل الأرض التي يعيشون عليها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس