محرم صاري كايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
"من نقبّله اليوم نقاتله غدًا"...
ليس هناك أفضل من هذه العبارة للسفير الروسي بأنقرة، أليكسي يرهوف في تلخيص كل ما يدور في المنطقة...
هناك الكثير من الأمثلة عن ذلك بالنسبة لأنقرة.
ماضي العلاقات الطيب مع النظام السوري وصولًا إلى التوتر الحالي، أزمة إسقاط الطائرة مع روسيا ثم العملية المشتركة في سوريا، الصداقة مع أربيل مقابل التوتر مع بغداد، وانعكاس الآية تمامًا، والأزمة الناشبة بين أنقرة وواشنطن في الآونة الأخيرة.
ولا ننسى أيضًا أكثر من مثال على ذلك في العلاقات مع بلدان أخرى تمتد ما بين طهران حتى بروكسل...
ولهذا فنحن نعيش في مرحلة تنهار فيها الصداقات الدائمة وتحتاج البلدان فيها إلى اتخاذ وضعيات جديدة حسب الحالة. أي أننا نشهد حالة مستمرة من تغيير وضعيات البلدان.
مواصلة الطريق مع بغداد
كما أن العلاقات كانت طيبة مع أربيل وسيئة مع بغداد بالأمس، ليس هناك ضمانة لأن ينعكس الوضع الحالي غدًا. لكن ليس من المتوقع أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها في المستقبل القريب.
لأن أنقرة مصممة على مواصلة علاقاتها مع البلدان عن طريق عواصمها كما تقتضيه قواعد الدبلوماسية.
ولهذا لن تكون هناك عودة من جديد إلى الفترة التي أقامت فيها أنقرة علاقات مباشرة مع أربيل متجاوزة بغداد.
وعلينا أيضًا ألا ننتظر حدوث انسجام في جميع القضايا بين أنقرة وبغداد.
حتى في هذه الفترة التي تشهد ربيعًا في العلاقات مع بغداد ما زال هناك الكثير من القضايا العالقة.
وما تأجيل زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم التي كانت مقررة أمس إلى بغداد إلا انعكاس لهذا الوضع.
ويأتي معسكر بعشيقة في طليعة القضايا العالقة بين الجانبين.
خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره العراقي حيدر العبادي أثناء زيارته العراق في 7 يناير الماضي، قال يلدريم "سنتوصل إلى حل ودي لهذه القضية بطريقة ما".
ويرد في البيان المشترك الصادر عن اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى أن "الجانب العراقي يؤكد على ثبات موقفه من مسألة معسكر بعشيقة" مشددًا على ضرورة بدء عملية انسحاب القوات التركية وإنهاء هذه القضية.
وقبل فترة وجيرة بدأت حكومة بغداد تردد من جديد مطالبتها بإخلاء معسكر بعشيقة من القوات التركية.
وتوصلت أنقرة وبغداد، خلال المحادثات الجارية بينهما إلى صيغة جديدة، بموجبها يتم استخدام معسكر بعشيقة في حماية الطريق بالاشتراك مع الجانب العراقي عقب فتح معبر أوفاكوي- فيشخابور الحدودي.
وكان هناك أحاديث عن ربط هذه القضية بمذكرة تعد بموافقة العراق، خلال زيارة يلدريم.
وبدأت الأصوات تتعالى من جديد بشأن تحقيق مطلب بغداد بخصوص معسكر بعشيقة، بموجب البيان المشترك المنشور في يناير الماضي.
تأجلت زيارة رئيس الوزراء التركي إلى بغداد إلى وقت لاحق، بيد أن متابعون لهذا الشأن يؤكدون أن التأجيل لا يعني إلغاء الزيارة.
ويحتاج الجانبان إلى الوقت من أجل تشكيل البنية التحتية اللازمة لإقامة العلاقات، التي دخلت مرحلة التسوية من جديد، على أرضية صلبة.
وأنقرة تحافظ على عزمها مواصلة العلاقات مع بغداد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس