ترك برس
منذ انتهاء عملية "درع الفرات" وتحرير مدن شمال حلب من التنظيمات الإرهابية، أخذت الحكومة التركية تحمل على عاتقها إعادة تأهيل المؤسسات الاجتماعية فيها، فضلاً عن الأمنية والعسكرية.
فما إن استقرّت المنطقة عسكرياً وأمنياً حتى بدأ الاهتمام بالخدمات الاجتماعية، وعلى الأخص التعليمية، نظراً لضرورتها في حياة أبناء المنطقة الذين صار عددهم اليوم يقارب 983 ألفاً و500 نسمة في جميع مدن وبلدات درع الفرات.
ففي جرابلس وحدها، وهي مركز إدارة المنطقة، يعيش حوالي 131 ألف نسمة، أما النسبة العظمى فتقع في مدينة اعزاز، حيث يعيش فيها قرابة 330 ألفاً و500 نسمة. ويتوزّع الباقون على المدن الأخرى: الباب وأخترين ومارع والراعي، وباقي بلدات شمالي حلب.
وصل عدد الطلبة المداومين في كافة مدن الدرع إلى 99 ألفًا و961 طالبًا وطالبةً، وذلك حسب آخر إحصائيات العام الدراسي الحالي 2017-2018، موزعين على 170 مدرسة أشرفت وزارة التعليم الوطني التركية على إعادة تأهيلها بعد الدمار التي لحق بها.
ويتوزع ألف و826 طالبًا في مخيمات درع الفرات، أما في مدينة أخترين، وهي قلب مدن درع الفرات، يوجد 11 ألفاً و402 طالباً وطالبةً في المدارس، في حين كان يتوجب أن يلتحق 29 ألفًا و459 طالبًا أي 43 بالمئة من الطلاب التحق بمدارسها، ففي أخترين وحدها يوجد 32 ألفاً و670 طالباً وطالبة خارج التعليم ما يعني أكثر من ضعفي عدد الملتحقين. وتنطبق هذه النسب على باقي المدن.
قامت وزارة التربية التركية بتعيين 3 آلاف و316 معلمًا في مدارس مدن درع الفرات، وذلك بعد إخضاعهم لدورة تأهيل تربوية خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 5 آلاف مع نهاية العام. ويصل عدد المعلمين في اعزاز وحدها إلى 956 معلمًا، ويتوزع الباقي على المدن الأخرى ما يحتّم تعيين أعداد إضافية من المعلمين، كما أن المدارس تحتاج لمدراء يصل عددهم إلى 262 مديراً.
ويشار إلى أن المدارس العاملة في المنطقة قد وصل عددها إلى 170 مدرسة كما ذكرنا، وتعمل الحكومة التركية على إنشاء 123 مدرسة أخرى، عدا التي تحتاج لإصلاحات بسبب الدمار ليصل العدد الكلي إلى 293 مدرسة خلال هذا العام وبداية العام الدراسي القادم.
وإضافة إلى المنهاج السوري المعدّل، يجري حالياً تدريس 5 ساعات أسبوعياً للّغة التركية بشكل اختياري، وذلك لتطوير علاقة المنطقة بالمجتمع التركي.
وفي حديث خاص لـ "ترك برس" عن الواقع التعليمي في المنطقة يقول الأستاذ "عامر نمر" مدير جمعية "النهضة العلمية"، ومقرها ولاية "أديامان" وسط تركيا: "إن معظم المعلمين في مدارس درع الفرات هم من خريجي الثانويات فقط، وكذلك من الذين انقطعوا عن التدريس لفترة طويلة، لذلك هم بحاجة الى تأهيل وتدريب مستمرين".
وعن واقع المدارس يضيف النمر: "تم ترميم بعض المدارس هناك من التبرعات التي جمعت من 20 ولاية تركية تحت حملة بعنوان "خذ بيد أخيك"، كما تم توزيع مليون و500 ألف كتاب مدرسي، ومع ذلك لا تزال العديد من المدارس مُدمّرة، ومعظمها يعاني من عدم وجود الكهرباء، وهناك حاجة ملحّة لمياه الشرب ومياه التنظيف فيها. كما أن المدارس تعاني من عدم استخدام تقنيّات التربية والتعليم، ويجب وضع آليات رعاية خاصة تتعلق بالأطفال اليتامى ومتضرري الحرب، بالإضافة إلى تطوير نُظم دورات تأهيل المعلّمين".
وختم السيد نمر بالتأكيد على ضرورة التنسيق بين المؤسسات للنهوض بالمؤسسة التعليمية، وقال: "يجب أن تقوم المجالس المحلية بالتعاون مع التربية التركية ومنظمات المجتمع المدني هناك بحملات للتوعية بضرورة التحاق الطلاب بالمدارس".
وكانت تركيا شنت في آب/ أغسطس 2016 عملية "درع الفرات" في شمال سوريا من أجل تحريرها من تنظيم الدولة "داعش" وعناصر "بي كي كي" الإرهابيين وتأمين حدودها الجنوبية. وفي إطار هذه العملية تمكنت فصائل الجيش الحر، بدعم من تركيا، من طرد التنظيمين من مدن عدة كان آخرها مدينة الباب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!