سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
هل تمرّ العلاقات التركية مع الاتّحاد الأوروبي بمرحلة انكسار؟
إنّ تصعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من لهجته ضدّ الاتّحاد الأوروبي الذي أبدى استياءه من حملة الاعتقالات التي جرت يوم الأحد الماضي بحقّ عناصر الكيان الموازي، يوحي بأنّ هذا الحدث سوف يؤدّي إلى فتح شرخٍ في العلاقات بين تركيا والاتّحاد.
والحقيقة أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يستخدم فيها أردوغان لهجة تصعيديّة ضدّ الاتّحاد الأوروبي. فعندما كان يشغل منصب رئاسة الوزراء كان يستخدم هذا الأسلوب التّصعيدي ضدّ الاتّحاد بين الفينة والأخرى.
ولكن هذه المرّة جاءت التّصعيدات المتبادلة، بُعيد إعلان الطّرفين نيّتهما البدء بمرحلةٍ جديدة من العلاقات بينهما ومن هنا تأتي أهميّة التوقيت الزّمني لهذه التّصعيدات. فالجميع يذكر أنّ وفداً رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي، قام بزيارة العاصمة التركية أنقرة خلال الأسبوع الماضي، حيث أطلقوا شعاراتٍ وتصريحاتٍ تبعث بالأمل فيما يخصّ مسألة المفاوضات من أجل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
والآن وبعد حملة الاعتقالات التي حدثت في 14 من الشهر الجاري وما أعقبها من تصريحات وانتقادات متبادلة، أرغمت الجميع على التّفكير في مستقبل العلاقات بين تركيا والاتّحاد وجعلت الجميع يستفسر عن مدى استمراريّة العلاقات بينهما.
والحقيقة إنّ ما أثار تخوّفاً من احتمال تدهور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، هي تلك الجملة التي استخدمها أردوغان عندما انتقد تصريحات الاتحاد بشأن حملة الاعتقالات. حيث قال أردوغان: "لا يهمّنا إن وافقت الدّول الأوروبية على انضمام تركيا للاتّحاد فنحن قادرون على إدارة شؤوننا بمفردنا ولتهتمّ الدّول الاوروبيّة بشؤونها الدّاخليّة".
ممثّلة العلاقات الخارجيّة في الاتحاد الاوروبي "فريدريكا موهاريني" التي قامت بزيارة العاصمة التركية على رأس وفدٍ رفيع المستوى خلال الأسبوع الماضي، أبدت استغرابها من اللهجة التّصعيديّة التي استخدمها الرئيس أردوغان.
القمّة الأوروبيّة ستلتئم خلال هذا الأسبوع في العاصمة البلجيكيّة بروكسل، وستتناول آخر التّطوّرات مع تركيا. ومن المحتمل أن يُعلن في البيان الختامي لأعمال القمة الأوروبيّة تقييم للوضع الرّاهن فيما يخصّ هذه العلاقات. وكذلك سوف يقوم البرلمان الأوروبي بمناقشة التّصعيد الأخير بين الاتّحاد وتركيا.
وعلى الرّغم من هذه التّصريحات السلبيّة المتبادلة بين الطّرفين، فإنني لا أعتقد بأنّ العلاقات التركية الأوروبيّة ستصل إلى نقطة الانكسار.
نعم السّلطة السياسيّة في أنقرة مُستاءة من التّصريحات الأوروبيّة فيما يخصّ مسألة الاعتقالات بحقّ أعضاء الكيان الموازي، حيث أنّ الرئيس أردوغان ردّ على ذلك بأسلوبه الخاص. لكن هذا لا يعني أبداً أن تتخلّى القيادة التركية عن أهدافها الاستراتيجية في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. فالتّجارب السّابقة تثبت أنّ مثل هذه التّصريحات لا تؤدّي إلى انقطاع المحادثات بين الطّرفين. فكلاهما لا يستطيع الاستغناء عن الآخر.
الانتقادات التي أتت من قبل الاتحاد الاوروبي ودولٍ أخرى بخصوص الاعتقالات الأخيرة التي شهدتها تركيا، أدّت إلى نوعٍ من الفتور في العلاقات بين الأطراف. لا سيما أنّ الحملة الإعلاميّة الخارجيّة والتي رُوّجت ضدّ الحكومة التركية، أدّت إلى تشويه سمعت الدّولة التركيّة في الأوساط الدّوليّة. لكن على الحكومة التركيّة الردّ على هذه الحملات من خلال الدّلائل والبراهين وليس من خلال التّصعيد الكلامي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس