ترك برس
أشار تقدير موقف أعدّه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إلى أن العلاقة بين تركيا وإيران سيكون لها دور مركزي في تحديد مسارات الأزمة التي يشهدها إقليم شمال العراق على خلفية الاستفتاء على الانفصال.
وأشار المركز إلى أن مسار الأزمة في اتجاه الحل أو التصعيد سوف يتوقف على جملة من العوامل؛ أهمها كيفية تعامل الجيل الجديد من قادة الكرد مع قضية الاستفتاء وحلم الاستقلال ونوعية التفاهمات التي سيكونون مستعدين للتوصل إليها مع حكومة بغداد.
وأضاف: خلال الاستفتاء مات جلال طالباني، واستقال مسعود البارزاني نتيجة للاستفتاء، وصعد جيل آخر، هو جيل الأبناء، ممثّلًا بقُباد طالباني إلى جانب نيجرفان ومسرور البارزاني.
فكيف سيتعامل هؤلاء مع الأزمة التي أنهت حقبة المناضلين القدامى وحقبة الإنجازات المستمرة منذ 1992؟
وتجدر الإشارة إلى عامل آخر مهم سيكون دوره مركزيًّا في تحديد مسارات الأزمة، ويتمثّل في العلاقة بين إيران وتركيا.
والسؤال هو: أيستمر البلدان في رؤية مصلحة مشتركة في تحجيم معسكر البارزاني، أم أن تركيا التي تخشى هيمنة إيرانية كاملة على الإقليم الكردي باتت مستعدة لتغيير موقفها؟
وقد بدأت تظهر مؤشرات في الأيام الأخيرة على أن تركيا لا تريد هزيمة كاملة لمعسكر حليفها السابق البارزاني؛ لأن هذا يعني فعليًّا سيطرة إيرانية كاملة في شمال العراق.
وماذا عن مواقف الدول العربية وتأثيرها في موضوع وحدة العراق أو تقسيمه، خصوصًا أن أطرافًا شيعية عراقية وجهت إلى محور السعودية اتهامات بدعم الانفصال، ولم يبدد اتصال العاهل السعودي بالعبادي ودعمه وحدة العراق هذه الشكوك؟
يبقى العامل الأهم الذي يراقب الجميع تحركاته هو الموقف الأميركي الذي سيكون له تأثير حاسم في تحديد توجهات الأزمة خلال الفترة المقبلة، بحسب المركز العربي.
ويرى مراقبون أن إصرار رئيس إقليم شمال العراق مسعود البارزاني على إجراء الاستفتاء الشعبي على الانفصال، وتجاهله لتحذيرات القيادة التركية، أدى إلى تدهور العلاقات الثنائية وساهم في تحقيق تقارب بين أنقرة وبغداد.
ومن المعروف أن تركيا ترفض نشوء أي كيان سياسي أو دويلة أو دولة على أساس عرقي، خوفا من أن تنفجر حالة من الفوضى والصراعات البينية والداخلية في المنطقة، إن كان ذلك في العراق أو في الجوار.
كما يُشير خبراء إلى أن تركيا لم تذهب إلى نهاية الطريق تماما بعلاقاتها مع أربيل، من خلال إجراءات عقابية تجاهها، وذلك لأنها تريد أن تحتفظ بالعلاقة قدر الإمكان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!