ترك برس
حذرت مسؤولة رفيعة المستوى في سلاح الجو الأمريكي من اتخاذ إجراءات بحق تركيا إذا أصرت على المضي قدما في شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسي المتطورة إس 400، ملمحة إلى أن ذلك قد يؤثر في حصول تركيا على طائرات الشبح الأمريكية إف 35 وتشغيلها.
وكان وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، أعلن الأسبوع الماضي أن أنقرة استكملت شراء صواريخ إس-400 الروسية، كما رجحت الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون التقني العسكري، أن يبدأ تسليم الصواريخ لتركيا في الفترة بين عامي 2019 و2020.
وقالت هايدي جرانت نائب وكيل إدارة سلاح الجو الأمريكي للشؤون الدولية في مقابلة مع مجلة ديفينس نيوز: "إذا مضت تركيا قدما في شراء منظومة دفاع جوي روسي، فلن يسمح لها بالاندماج في تكنولوجيا الناتو، وقد تُتّخذ مزيد من الإجراءات التي قد تؤثر في عملية حصول تركيا على طائرات إف 35 أو تشغيلها".
ولم تحدد جرانت الإجراءات التي ستتخذها الولايات المتحدة في حال اشترت تركيا نظام أس-400. وقالت: "لم ننظر إلى هذا الأمر بعد. علينا أن نبدأ في النظر إلى ذلك. ولكن حتى الآن، أستطيع القول إن سياساتنا لا تسمح لنا بأن نكون متعاونين مع هذا النظام"، مضيفة أنه يتعين على الحكومة الأمريكية العمل من خلال خياراتها.
ويتوقع أن تتسلم تركيا الدفعة الأولى من طائرات إف 35 في عام 2018. ويخشى العسكريون الأمريكيون تشغيل المنظومة الروسية مع الطائرات الأمريكية، وهو ما يمكن أن يعرض أمن الطائرة للخطر، حيث إن أي بيانات تجمعها المنظومة الصاروخية الروسية يمكن أن يساعد روسيا في كشف نقاط الضعف في المقاتلة الأمريكية.
وأضافت جرانت إن حصول تركيا على الصواريخ الروسية مصدر قلق كبير ليس فقط للولايات المتحدة لأننا نحتاج إلى حماية لتكنولوجيا الجيل الخامس، ولكن لجميع شركائنا وحلفائنا الذين اشتروا بالفعل طائرات إف 35.
ويأتي تصريح المسؤولة الأمريكية تكرارا لتصريح رئيس لجنة حلف الناتو للشؤون العسكرية، الجنرال بيتر بافل، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي الذي حذر فيه السلطات التركية من العواقب المحتملة التي قد يسفر عنها إقدام تركيا على عقد صفقة منظومات صواريخ الدفاع الجوي الروسية إس 400.
وتعليقا على تصريح جرانت والتلميح بوقف بيع طائرات إف 35 لتركيا، قال ريتشارد أبو العافية، المحلل المختص بالشؤون الأمنية في مجموعة "Teal Group" إن المساهمات الصناعية التركية في طائرات F-35 قابلة للتكرار بسهولة في أماكن أخرى، إذا قررت الحكومة الأمريكية استبعاد تركيا كشريك دولي في البرنامج.
وأضاف أن القلق الحقيقي الأكبر هو دفع قوة عسكرية واقتصادية ناشئة كبرى، تركيا، خارج حلف شمال الأطلسي، وهو ما ليس في صالح الحلف على الإطلاق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!