سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
ربما بدت عبارة "وجدنا معه (ترامب) ترددات مشتركة" مثيرة للتعجب للوهلة الأولى في تصريح الرئيس التركي عقب محادثته الهاتفية الأخيرة مع الرئيس الأمريكي.
لا شك أن توصل الزعيمين في حوارهما إلى فهم مشترك تطور إيجابي، لكن في الفترة التي صادفت هذه "الترددات المشتركة" هناك حقيقة لا لبس فيها وهي أن العلاقات التركية الأمريكية تدهورت ودخلت مرحلة خطيرة.
خلال المحادثة الهاتفية قيل إن ترامب تعهد لأردوغان بقطع الولايات المتحدة إرسال الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب في سوريا. غير أن المؤسسة المعنية بهذا التصريح وهي البنتاغون اتخذت موقفًا معاكسًا وأعلنت مواصلة التعاون مع الوحدات.
ولهذا اختلطت الأمور مرة أخرى، وبدا بشكل واضح البعد والخلاف بين البيت الأبيض من جهة، والبنتاغون ومثيلاتها من المؤسسات من جهة أخرى.
الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب مشكلة واحدة فقط من المشاكل التي أدت إلى تدهور العلاقات التركية الأمريكية. ودخلت العلاقات منحى شديد الخطورة مع بدء محاكمة رجل الأعمال التركي من أصول إيرانية رضا زرّاب.
كما أن مشكلة تنظيم غولن ما تزال أزمة جدية قائمة بين الجانبين، ناهيك عن قضايا أخرى تلبد أجواء العلاقات منها توقيفات متبادلة لمواطنين من الطرفين، وأزمة التأشيرة..
الصعوبة في التعامل مع الولايات المتحدة تكمن في الصراعات والخلافات الداخلية في مفاصل الإدارة الأمريكية. وبعبارة أخرى، لا تكفي دائمًا إقامة حوار ودي وإيجاد ترددات مشتركة مع ترامب، فمن الضروري أيضًا ألا تعارض المؤسسات الأخرى.
لكن فعليًّا، لا بد من وجود الرئيس في المفاوضات من أجل حل المشاكل العالقة. ومن المهم أيضًا إقامة حوار جيد معه وإيجاد " ترددات مشتركة".
وفي الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات التركية وما زالت تشهد أزمات وتوترات خطيرة مع البلدان الغربية، علاوة على الولايات المتحدة.
ومن هذه البلدان ألمانيا، التي تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لتركيا. وقائمة المشاكل معها طويلة تبدأ من دعم برلين لحزب العمال الكردستاني، وحتى استضافتها الفارين من تركيا من عناصر تنظيم غولن.
وفي المقابل تشتكي ألمانيا من توقيف بعض مواطنيها في تركيا، ومن ما تقول عنه إنه انتهاكات لحقوق الإنسان فيها.
قبل الانتخابات الألمانية تصاعدت موجة مناهضة تركيا، ولوحظ أنها ورقة لعبت بها الأحزاب المختلفة بهدف تحقيق مكاسب انتخابية.
وقبل يومين أجرى أردوغان اتصالًا مع نظيره الألماني فرانك شتاينماير، واتفقا على إكساب زخم جديد للعلاقات الثنائية.
لننتظر ونرَ ما الذي ستسفر عنه جهود الزعيمين، اللذين تربطهما صداقة شخصية، على صعيد إيجاد " ترددات مشتركة"..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس