جانداش طولغا إشق – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
لنبدأ بتصحيح هذا الخطأ أولًا: القدس لم تصبح الآن فقط عاصمة إسرائيل.
لأن إسرائيل كانت بالأساس تعتبر القدس دائمًا عاصمة لها. فبرلمانها ووزاراتها موجودة في القدس.. لكن لأن البلدان الأخرى لم تقبل بذلك فتحت سفاراتها في تل أبيب.
والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلانه أنه سينقل سفارة بلاده إلى القدس، اعترف بشكل رسمي بهذا القرار الإسرائيلي.
وفي الواقع، عدم اعتراف البلدان الأخرى لمدة طويلة بالقدس عاصمة لإسرائيل كان في مصلحة هذه الأخيرة. لأنها بفضل هذا الوضع الفوضوي تمكنت من احتلال مدينة القدس بالكامل تقريبًا. وأنشأت المستوطنات على الأراضي الفلسطينية ضاربة بالقوانين الدولية عرض الحائط.
وعندما تضعون خريطة إسرائيل في اليوم الذي تأسست فيه عام 1948، أمام خريطتها الحالية يمكنك رؤية الأبعاد المخيفة للاحتلال.
العديد من المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية في الماضي قالوا إنهم سوف يعترفون بالقدس عاصمة لإسرائيل. بيد أن الأمريكيين كانوا يعتبرون هذا النوع من الوعود "ترهات تقليدية".
لأن الجميع يعلم أن مثل هذه الوعود تُبذل قبل الانتخابات غير أنها لا تتحقق في أي وقت من الأوقات بسبب تعارضها مع المصالح الأمريكية، إلا إذا كان الرئيس مجنونًا أو لديه خطة أخرى!
لا أدري إن كان ترامب مجنونًا أم لا، لكن الجميع يعلم أن لديه خطة أخرى، أو على الأصح لديه مصيبة أخرى تقض مضجعه.
فمستشار دونالد ترامب السابق لشؤون الأمن القومي مايكل فلين، وافق على الاعتراف في تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو يدلي بإفادة سوف تسبب صداعًا شديدًا لترامب.
ويبدو أن الأرض ستضيق بشكل أكبر على الرئبس الأمريكي، الواقع أساسًا في مأزق حرج، بسبب اعترافات مستشاره السابق. والقوة الوحيدة القادرة على إنقاذ ترامب الآن من العزل هي اللوبي الإسرائيلي.
وهذا يعني أن ترامب ليس مجنونًا. لكنه يلجأ إلى أقوى لوبي في الدولة الأمريكية من أجل النجاة بنفسه.
بعد حملة القدس هذه هل ينقذ اللوبي الإسرائيلي ترامب من العزل؟ هذا ما سوف نراه في المستقبل القريب، لكن كونوا مطمئنين..
قد يتحكم الأشرار بالعالم، لا يهم، ففي النهاية إما أن ينتصر الطيبون أو يخسر الجميع..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس