جانداش طولغا اشق – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
بينما انشغلنا بالحديث عن انتخابات إسطنبول، تهب رياح الحرب قاب قوسين أو أدنى منا، على حد تعبير الصحفية نوشين منغو.
تستعد الولايات المتحدة لخوض حرب مع إيران. تستخدم الدولة العميقة، التي يسميها الأمريكان "Deep State"، مطيتيها في الحكومة وهما وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، اللذين يبذلان كل ما في وسعهما من أجل توريط بلدهما في حرب جديدة.
تمامًا كما في الفترة التي احتلت فيها العراق بحجة هجمات 11 سبتمبر، تلجأ الولايات المتحدة لأكاذيب مختلفة من أجل إشعال الحرب مع إيران: طهران تنتج أسلحة نووية، توجه أسلحتها إلى الولايات المتحدة، تدعم الإرهاب، إلخ..
لا تحتاج الدولة العميقة في الولايات المتحدة لإقناع أحد من أجل افتعال حرب مع إيران، يكفيها أن تصدق ما ترويه بنفسها من أكاذيب.
من هي الدولة العميقة الأمريكية؟
كان الأميركان يسمونها "الحكومة الخفية" و"حكومة الظل" و"النظام المؤسس"، لكنهم أصبحوا يسمونها "الدولة العميقة" مباشرة.
يختلف تصور الدولة العميقة، فالبعض يعتبرها قطاع الصناعة العسكرية والبعض الآخر المركز المالي في وول ستريت، وآخرون يقولون إنها البنتاغون وغيرهم يختزلها باللوبي اليهودي أسرة روتشيلد وروكفيللر وكوتش ووالتون..
أما بالنسبة لترامب فهي شريحة كبار الموظفين في واشنطن. لكن أيها فعلًا الدولة العميقة؟ في الواقع ليس هناك دولة عميقة تسيطر على كل شيء في الولايات المتحدة، وتعمل بانسجام ككل واحد.
كل ما ذكرناه آنفًا هو أوساط شديدة التأثير على الحكم في أمريكا بحسب قوتها ومصالحها الموسمية. ولكن الأساس هو أن الدولة العميقة الحالية في الولايات المتحدة تتجسد في الرأسمالية الأمريكية بذاتها.
بماذا تهمنا الحرب الأمريكية الإيرانية؟
ستطرق الولايات المتحدة باب حلفائها القريبين من طهران، وبينهم تركيا، من أجل الهجوم على إيران. من المحتمل أن ترفض تركيا هذا الطلب، وهو ما سيسبب ضررًا جديدًا وكبيرًا في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.
في هذا الحال، عندما تهاجم الولايات المتحدة إيران، سترد هذه الأخيرة بالهجوم على السعودية وقطر وبقية المستعمرات الأمريكية في المنطقة.
أي أن حربًا جديدة سوف تندلع في المنطقة التي نعيش فيها، وكأن الحرب في العراق وسوريا ليست كافية. فتصوروا كيف ستتأثر تركيا من ذلك في هذه الفترة التي يعيش فيها اقتصادنا بالأساس مرحلة عصيبة.
ولا تنسوا أن إيران تلبي نصف حاجتنا من النفط، وأنها ثاني أكبر مورد لنا من الغاز الطبيعي بعد روسيا. ما أريد قوله، هو أننا سنكون ثاني أكثر بلد تضررًا، بعد إيران، في حال نشوب إعلان واشنطن الحرب على طهران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس