ترك برس
تناول تقرير في شبكة الجزيرة، الزيارة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى السودان، والمباحثات التي أجراها مع المسؤولين هناك، يومي الأحد والاثنين الماضيين، في إطار جولة إفريقية تشمل أيضًا تونس وتشاد.
وأشار التقرير إلى أن زيارة أردوغان إلى الخرطوم تحمل رسائل عدة، منها الاقتصادي ومنها السياسي والعسكري، فقد جاءت في خضم تعقيدات سياسية بالمنطقة في ملفات أزمة الخليج وحرب اليمن وقضية القدس والتعاون العربي الإسلامي.
وأضاف أن تركيا لا تخفي اهتمامها بموقع السودان في السياسة والجغرافيا الأفريقية والعربية، كما ظهر من تصريحات أردوغان نفسه الذي سعى في السنوات الأخيرة للارتقاء بالعلاقة مع الخرطوم.
ويرى المحلل السياسي أسامة توفيق، أن من بين الرسائل التركية من الزيارة رسالة إلى مصر تنبهها إلى التمدد التركي في المنطقة الجنوبية لها خاصة منطقة البحر الأحمر.
أما الرسالة الثانية، بحسب توفيق، فهي موجهة إلى دول الخليج ودورها في أزمة اليمن، وهناك رسالة ثالثة تتعلق بالأزمات الدولية ودور تركيا في معالجتها.
ويشارك السودان في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، الذي ينفذ عملياته العسكرية هناك منذ مارس/آذار 2015.
وبدأ أردوغان زيارته الرسمية للسودان يوم الأحد، وهي الأولى لرئيس تركي منذ استقلال السودان عام 1956. ووقع الجانبان اتفاقية لإنشاء مجلس التعاون الإستراتيجي بين البلدين، وسيعملان أيضا على إبرام اتفاقية تعاون بين القوات المسلحة في البلدين.
واعتبر أردوغان أن الخرطوم وأنقرة رسمتا خريطة طريق لمستقبل علاقاتهما بهذه الاتفاقيات المهمة.
وأكد في مؤتمر صحفي مع نظيره السوداني عمر البشير أن تركيا حريصة على التعاون مع السودان وأفريقيا لخلق مزيد من الاستقرار لهذه القارة ودعم البنية التحتية فيها، معتبرا أن السودان هو "الضامن لاستقرار أفريقيا".
من جانبه، أكد البشير أيضا أن السودان بحكم موقعه يمثل حلقة مهمة وضرورية لأي شراكة حقيقية مع أفريقيا، "وعليه فإن شراكتنا القائمة تعززها أهدافنا المشتركة نحو التنمية والسلام والاستقرار في أفريقيا".
وفي الجانب الاقتصادي، يدخل البلدان في شراكة اقتصادية واستثمارية يتوقع أردوغان أن يزيد معها التبادل التجاري بين البلدين من حوالي نصف مليار دولار في الوقت الراهن إلى عشرة مليارات دولار.
من ناحية أخرى، يربط محللون بين ما صرح به الرئيس التركي بشأن موقع السودان الإستراتيجي الذي يشكل إغراء لتركيا، وبين سعي أردوغان لاستعادة دور فقدته أنقرة في السابق، بحسب تقرير الجزيرة.
وفي هذا الإطار يصف أستاذ الاقتصاد أنور شمبال هذه الزيارة بالهامة "خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية التي يمر بها السودان".
من جهته، يقسم الكاتب والمحلل السياسي علم الدين الشريف هذه الزيارة إلى مقصدين، إقليمي وأيديولوجي، ويشير إلى أن الزيارة حملت إشارات عدة من بينها توقيت الزيارة نفسه.
وقال الشريف إن الزيارة جاءت وفق حسابات دقيقة للغاية أهمها اتجاه تركيا أردوغان للعودة لقيادة الدول الإسلامية عبر حلف بدأ يتشكل.
وذكر مكاسب السودان من الزيارة وأهمها أن السودان بحاجة إلى أحلاف يجدها حينما يتكالب عليه أعداؤه، على حد تعبيره.
ويعتقد أن تلك الأحلاف الكبيرة وجدها في روسيا وتركيا، ليفتح لهما أبوابه كلها اقتصاديا وعسكريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!