ترك برس
رأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن مستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، يهدف إلى توسيع نفوذه في المنطقة، في ظل تراجع حدة الحرب.
وجاءت تصريح أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي الباجي قايد السبسي، في قصر قرطاج، على هامش زيارة رسمية إلى تونس، الأربعاء الماضي.
وقال أردوغان: "لا يمكن أبداً مواصلة الطريق مع بشار الأسد في سوريا، لماذا؟ لأنه لا يمكن المضي مع شخص قتل قرابة مليون مواطن من شعبه".
وأردف: "هل يرضى الشعب السوري رؤية هذا الشخص على رأس هرم السلطة في البلاد؟، أقولها بصراحة تامة، الأسد إرهابي، مارس إرهاب الدولة".
وتابع: "لا يمكننا أن نقول لشخص كهذا، إنه بإمكانه أن يتولى هذا الأمر(السلطة)، ولو قلنا كذلك نكون قد ظلمنا هؤلاء القتلى السوريين البالغ عددهم قرابة مليون".
نيويورك تايمز، قالت في تقرير لها، إن تصريح الرئيس التركي أنه يأتي بعد أن بدا الأسد أكثر ثقةً في الانتصار في الحرب والبقاء في سدة الحكم، في المستقبل القريب، بحسب موقع "هاف بوست عربي".
وبحسب الصحيفة، جاء التصريح أيضاً على خلفية المناورات التي تجريها بعض القوى - وخاصة روسيا وإيران أكبر حليفتين للأسد- من أجل التأثير على نتيجة النزاع المحتدم، الذي أعاد صياغة السياسة في منطقة الشرق الأوسط.
تغيّر رأي الزعيم التركي، الذي أشار خلال الشهور الأخيرة إلى أن رغبته في قبول استمرار بقاء الأسد، كانت بمثابة تذكرة بالعداوة بين الطرفين، حيث أبدى الأسد تبجحاً واختيالاً بمكاسبه العسكرية التي حظي بها على مدار العام الماضي، من خلال المساعدات الروسية، بحسب الصحيفة الأميركية.
وفي إشارة جديدة إلى الاعتداد بالنفس، سمح الأسد، بحسب وكالة رويترز، بالإخلاء الطبي للمدنيين، يوم الأربعاء، من آخر معاقل المعارضة بالبلاد، بالقرب من دمشق.
التصعيد التركي يهدف أيضاً إلى تذكير روسيا بأنها لا تستطيع أن تقرر مستقبل سوريا بمفردها، وخاصة القضايا المتعلقة بالجماعات الكردية في سوريا، التي تُناصبها تركيا العداء.
فقد ذكرت روسيا يوم الثلاثاء أنه سيتم السماح لممثلي المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي شمال شرقي سوريا بالمشاركة في المحادثات التي تستضيفها روسيا خلال الشهر القادم، وهو أمر تعارضه تركيا.
وترى الصحيفة الأميركية أن تصريحات أردوغان تستهدف التفاوض وليس الشقاق مع روسيا، التي تتمتع بعلاقة طيبة مع تركيا، أحد أعضاء حلف الناتو.
وفي غضون ذلك، كانت حكومة أردوغان في أنقرة تبرم اتفاقاً قيمته 2.5 مليار دولار لشراء أنظمة الصواريخ الروسية S-400.
من المحتمل أن يكون الروس قد رحّبوا بتصريحات أردوغان الفظّة تجاه الأسد، لأنهم يريدون أن يلعبوا دوراً قيادياً في أي اتفاق سلام. ويقصد بذلك فرض المفاوضات على شخص الأسد العنيد.
وتدعم روسيا وإيران الأسد، بينما تدعم تركيا بعض جماعات المعارضة السورية. ورغم أوجه الخلاف فيما بينها، إلا أن البلدان الثلاثة تتعاون على المستوى الدبلوماسي من أجل إنهاء الحرب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!