ترك برس
نشر موقع "الشفرات الوجيزة" cipher brief" المتخصص في التحليلات ذات الصلة بالأحداث الأمنية العالمية المعقدة وغير المستقرة، تحليلا حول مستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية في ضوء التوتر الحالي للعلاقات بينهما في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ورد الفعل التركي الغاضب الذي وصل إلى حد وصف إسرائيل بالدولة الإرهابية قاتلة الأطفال.
وقال الموقع إنه على الرغم من المصالح الاقتصادية المتبادلة، فإن الخلافات السياسية الجوهرية بين البلدين ما تزال بعيدة عن الحل على الرغم من اتفاق إعادة تطبيع العلاقات في عام 2016 الذي حل ظاهريا الخلاف بينهما حول السفينة مافي مرمرة عندما اعتدت البحرية الإسرائيلية على السفينة التركية التي كانت تحاول كسر الحصار المفروض على غزة، وقتلت 10 نشطاء أتراك.
واستبعد الموقع حدوث أي تعاون دبلوماسي أو أمني بين الجانبين في أي وقت قريب على الرغم من أن المصالحة شجعت مختلف أصحاب المصلحة الذين يتوقون لاستئناف التعاون الثنائي الإسرائيلي - التركي منذ عقود.
وأرجع الموقع بداية توتر العلاقات الثنائية إلى منتصف العقد الأول من القرن الماضى، بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ووصول حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان إلى سدة الحكم، ثم حرب لبنان الثانية في عام 2006، والاعتداءات الإسرائيلية على غزة، وهو ما أسهم في تفاقم التوتر الذي بلغ ذروته في الصدع الذي استمر ست سنوات.
وقال الموقع إن السياق الإقليمي المتمثل في تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة، والحرب الأهلية في سوريا، والتوتر بين تركيا وروسيا كان السبب في دفع البلدين نحو تطبيع العلاقات من جديد في حزيران/ يونيو 2016.
ولفت إلى أن المصالح الاقتصادية القوية كانت من بين دوافع التقارب الأخرى بين الجانبين، وفي مقدمتها صفقة توريد الغاز الإسرائيلي إلى تركيا التي يفترض البعض أنها قد تحول إسرائيل إلى مصدر للغاز وتحول تركيا إلى بوابة الغاز الرئيسية لأوروبا. وكان من بين الاعتبارات الأخرى إرضاء الولايات المتحدة التى دفعت الطرفين الى حل خلافاتهما، على أمل أن يعود الحليفان القديمان إلى تعزيز المصالح المتبادلة والاستقرار.
وعلاوة على ذلك، كانت أنقرة وتل أبيب آنذاك قلقتين من الآثار المترتبة على الانتصار الوشيك لبشار الأسد في سوريا، وإمكانية وجود دائم لروسيا وإيران وحزب الله في سوريا التي تقع على حدود البلدين. وقد مكن التقارب على مستويات متعددة من توثيق التعاون الإسرائيلي - التركي، ولا سيما فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية.
ولكن الموقع يعود فيشير إلى أن دوافع التعاون بين الجانبين تبددت في نهاية عام 2016 لعدة أسباب، أولها أن إسرائيل تدرس البدائل الأقل خطورة من الناحية السياسية لصفقة تصدير الغاز لتركيا، وتركز على خط أنابيب الغاز "إيست ميد" الذي يجري التفاوض عليه مع قبرص واليونان وإيطاليا.
ثانيا: بعد عودة العلاقات التركية الروسية إلى ما كانت عليه قبل أزمة إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وقع البلدان اتفاق السيل التركي لتوريد الغاز الروسي إلى تركيا عبر البحر الأسود، كما اتفق البلدان على إنشاء محطة أك كويو للطاقة النووية التي يجري بناؤها بدعم روسي.
ويضيف الموقع إلى جانب السببين السابقين توتر العلاقات الأمريكية التركية، والتقارب التركي الإيراني، فـ"بعد أن كانت تركيا حتى وقت قريب تنظر إلى إسرائيل بوصفها رأس الحربة في كسر النفوذ الإيراني في سوريا، جاءت عملية الأستانة والتوافق مع روسيا وإيران لتشير إلى إن تركيا قد تقبل بالوجود الإيراني مقابل منع إنشاء كيان كردي مستقل على حدودها مع سوريا."
وتابع بالقول إن "الدول العربية السنية الرئيسية، مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تشاطر إسرائيل القلق إزاء تقارب أنقرة وطهران، علاوة على إن هذه الدول تشعر بالتهديد من الارتباط العاطفي والأيديولوجي بين حزب العدالة والتنمية التركي وجماعة الإخوان المسلمين والأحزاب التابعة له، بما في ذلك حماس، التي تعدها إسرائيل ودول أخرى حركة إرهابية. ولهذا السبب، تنظر هذه الدول إلى نهج أردوغان إزاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في القدس، وكذلك في أجزاء من المنطقة الأوسع، على أنه مثير للجدل ومزعزع للاستقرار."
وخلص الموقع إلى أن هناك مصالح مشتركة مهمة تجمع بين إسرائيل وتركيا ولا سيما المصالح الاقتصادية، وعلى الرغم من أن فصل المصالح الاقتصادية عن الخلافات السياسية كان أمرا ممكنا، لكن وجهة نظر الإسرائيلية هي أنه ما دام أردوغان في سدة الحكم، فإن العلاقات الدبلوماسية ستبقى ضعيفة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!