ترك برس
ناقش برنامج على قناة "التلفزيون العربي"، تداعيات الخطة الأمريكية المتعلقة بتشكيل "وحدات حدودية" في شمال سوريا، من ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK).
والأحد الماضي، قال المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، العقيد ريان ديلون، إنهم سيشكلون "قوة أمنية حدودية" شمالي سوريا قوامها 30 ألف مسلح، بالعمل مع "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكّل (YPG) عمودها الفقري.
وتعليقًا على ذلك، قال متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن تركيا "ستواصل اتخاذ تدابيرها الأمنية لحماية مصالحها القومية، وتحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدده".
مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هادسون، ريتشارد ويتز، أشار إلى وجود هدفين وراء تشكيل القوة الحدودية، زاعمًا أن الهدف المعلن هو أن الولايات المتحدة قلقة حيال وجود "منظمات إرهابية" تنتمي إلى "القاعدة" و"تنظيم الدولة الإسلامية" سواء في سوريا أو على حددوها.
وقال، خلال مشاركته في البرنامج، إن "مهمة القوة تكمن في محاربة تلك التنظيمات الإرهابية"، بينما يتمثل الهدف الثاني غير المعلن، في أن أمريكا ترغب أن يكون لها قوة في داخل سوريا من أجل دفع عملية السلام، ولذا فإن تشكيل القوة سيتيح أن يكون لها تأثير أكبر في مفاوضات السلام السورية كما هو الحال مع روسيا.
من جهته، رفض الباحث السياسي، فوزي ذاكر أوغلو، المقارنة بين عملية درع الفرات التي دعمتها أنقرة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في جرابلس والباب، وعملية قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن لتحرير الرقة.
وأوضح أوغلو أن تركيا ودعمها للجيش الحر تقدمت بشكل بطيء وحافظت على أرواح المدنيين في المناطق التي بدأت بتحريرها من داعش، لكن قوات سوريا الديمقراطية لعبت وفقا لسياسة "الأرض المحروقة" وساهمت في قصف وتهجير المدنيين.
ونفى الباحث السياسي تقصير تركيا في سوريا أمام قصف النظام وحليفته روسيا في إدلب، وبيع المدن السورية تباعا، موضحا أن تركيا تلتزم بما جاء في أستانة؛ عدم قصف المناطق حتى وإن تواجدت فيها منظمات إرهابية.
وأشار أوغلو إلى وجود خطوات قد تتجه لها تركيا للتعبير عن غضبها من السياسة الأميركية ومنها، التقدم نحو عملية في شرق نهر الفرات، في حال استكمال ونجاح عملية عفرين.
وقال إن من بين الخطوات أيضًا "إغلاق القاعدة العسكرية الأميركية في أضنة"، و"إيقاف تركيا نشاطاتها العسكرية في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لا سيما أنها عضو فعال فيه ويعد جيشها ثاني أكبر الجيوش في الحلف".
بدوره، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، إلياس حنا، إننا نعيش مرحلة "ما بعد داعش" التي يحاول كل فريق فيها مأسسة وجوده في منطقة نفوذ للمشاركة لاحقا في القرار السياسي.
وأوضح أن درع الفرات يسيطر على حوالي 4 آلاف كيلو متر مربع، ومناطق خفض التصعيد حوالي 6 آلاف كيلو متر مربع، فيما تستحوذ أميركا على شرق الفرات بمساحة 25% من سوريا.
وأضاف حنا أن أميركا بحربها على الإرهاب تحاول تثبيت نفسها في الأرض السورية لأهداف بعيدة المدى، مؤكدا أن خطوة تشكيل القوة الحدودية ما هي إلا جزء بسيط من عملية مأسسة القرار السياسي، ذلك أن أميركا تلعب وفق مبدأ "إن كنت غائبا فأنت خاسر. نحن موجودون".
وتابع الخبير العسكري أن أهداف أميركا تكمن في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وضرب المشروع الإيراني أو الجسر البري الإيراني في المنطقة، مدللا على ذلك بوجود ممر للقوات الأميركية بين معبر الدنف باتجاه البوكمال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!