ترك برس
أدى إطلاق أنقرة لعملية "غصن الزيتون" في منطقة عفرين السورية، وتصريحات المسؤولين الأتراك بنقل المعارك إلى منبج وشرقي الفرات وإلى ما بعد عفرين، إلى قيام القوى ذات الصلة بتنظيم "ي ب ك/ ب ي د" الذي تصفه أنقرة بالإرهابي، إلى إعادة حساباتها وترتيب أوراقها على الساحة السورية.
وتزامناً مع انطلاق العملية العسكرية التركية على منطقة عفرين، حلّت قوّاتُ سورية الدّيمقراطيّة "قسد" مجلس دير الزّور العسكري، الأمر الذي رآه محللون بأنه يندرج في إطار ارتدادات عمليّة "غصن الزّيتون" التي تشنها تركيا بالتّعاون مع الجيش الحر على تنظيم "ي ب ك/ ب ي د" الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي" المصنف إرهابياً، والذي يشكّل العمود الفقري لما يُعرف بقوات سوريا الديمقراطية.
ووفقاً لتقرير نشره موقع "عربي 21" بحث تداعيات ودوافع حل "قسد" المجلس العسكري في دير الزور، فإن هذا القرار جاء نتيجة لعملية "غصن الزيتون" في منطقة عفرين.
وتضمن التقرير آراء الباحثين والمراقبين في هذا الشأن، حيث ذكر السيد أحمد رمضان من فرات بوست، أنّ "قسد" قسّمت المنطقة عليها بعد حلّ المجلس إلى ساحات مثل نواحي ومناطق، وعيّنت لكلّ ساحة قائدا من المكوّن الكردي، ونائبا عربيا له، ولم يقتصر الأمر على حلّ المجلس العسكري، بل إنها تنوي أيضاً تسريح المقاتلين الذين تتجاوز أعمارهم 35 ومن لم يُكمل 18 سنة.
وبحسب المصدر نفسه، تأتي قرارات "قسد" الأخيرة مع اقتراب المعارك مع تنظيم الدولة في مناطق شرق الفرات من فصلها الأخير، حيث انحسر التنظيم في مناطق صغيرة، كما أن أهميّة القرارات تأتي من طبيعة محافظة دير الزّور من النّاحية الديمغرافية، فالمحافظة التي يسيطر النظام على مدينتها وجزء من ريفها عربيّة 100 في المئة، فالقرارات من وجهة نظر محللين ورقة جديدة تساوم بها قسد لتحقيق هدف معيّن.
وبحسب مراقبين، فإن مشروع الأحزاب الانفصالية يُضرب الآن، وبالتالي يحاولون الضغط بملفات أخرى.
ويرى المعارض أسامة بشير أن المليشيات الانفصالية خشيت من تحجيم الولايات المتحدة لها، وأن الأمريكيين موجودون وربّما يشكِّلون قوّة مشتركة من العرب والكرد لحماية وجودهم.
وفي ردّ على الموقف الأمريكي ممّا يحصل في عفرين، أطلقت الناطقة باسم "قسد" نسرين عبد الله تهديدات بالانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها في دير الزور لصالح تنظيم الدّولة، وتزامن ذلك مع القرار المذكور لـ "قسد".
وبحسب بشير فإن رسالة قسد هي: "إن كانت عفرين خارج منطقة نفوذكم، ولا تُشَكِّلُ لكم أهميّة عسكريّة أو ثقلًا سياسيًّا، فعليكم أن تعلموا جيدا أنّ دير الزّور لا تُشَكِّلُ لنا أيّة أهميّة عسكريّة أو سياسيّة".
ويتخوّف أهالي دير الزّور من أن تسلم "قسد" المناطق الخاضعة لسيطرتها لقوات النّظام السّوري، ولا سيما أنّ ما يُسمى "الإدارة الذّاتيّة الدّيمقراطيّة" في عفرين، إذ طلبت من النّظام السّوري في بيان لها التدخل، موضحة "ندعو الدّولة السّوريّة للقيام بواجباتها السّيادية تجاه عفرين وحماية حدودها مع تركيا من هجمات المحتل التّركي."
ونقل "عربي 21" عن قيادي لدى "قسد" فضل عدم الكشف عن اسمه، أن قرار التهديد بتسليم المنطقة لقوات النظام السوري أثار سّخط العرب المنضوين تحت لوائها، موضحاً أنّ هذه القرارات أشعرت العرب بالتهميش والإهانة حيث لا دور لأبناء المنطقة، رغم أنّ مقاتليها شاركوا بطرد تنظيم الدولة، واصفاً إياهم بورقة استخدمتها "قسد".
فيما يرى المحلل والمعارض أسامة بشير، أن "قسد" نفسها ورقة استخدمتها الولايات المتحدة، ولن تسلمها دير الزّور.
واختتم التقرير بالقول إن السيناريوهات المحتملة كثيرة، فمنذ وقت قريب رفضت "قسد" رفع علم النّظام السّوري، وهي اليوم تستنجد به لدخول عفرين وضبط الحدود، لكنّ الوضع في دير الزّور يختلف باعتبار القرار النّهائي للولايات المتحدة وفق كثيرين، ولا تجرؤ "قسد" عن الخروج عن الإرادة الأمريكيّة مهما كانت التّصريحات ناريّة.
هذا وتتواصل عملية "غصن الزيتون" في أسبوعها الثاني، والتي أطلقتها أنقرة في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، بهدف إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي "بي كي كي/ ب ي د-ي ب ك" و"داعش" في عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين، وفقاً لما ورد في بيان رئاسة الأركان التركية.
وكانت محصلة الأسبوع الأول من العملية العسكرية المذكورة، هي سيطرة الجيشين التركي والسوري الحر، على 5 بلدات و13 قرية ومزرعة واحدة، و4 تلال استراتيجية كانت خاضعة لتنظيم "ي ب ك/ ب ي د" شمالي وغربي مدينة عفرين، أبرزها: أدمنلي، وحفتارو، وهاي أوغلو، وعمر أوشاغي، ومارسو، وشيخ عبيد، وقره مانلي، وبالي كوي، وقورنة، ومحمود أوبه سي، فضلاً عن جبل برصايا الاستراتيجي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!