أكرم كيزيلتاش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
تصدر أصوات جديدة من الفئة المعارضة لعملية غصن الزيتون التي تنفذها القوات المسلحة التركية في عفرين بهدف إنهاء سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية على المنطقة، إذ تحاول هذه الفئة أن تبدو وكأنها مؤيدة للسلام وليست على علم بمجريات الأحداث في سوريا، وذلك على الرغم من أن المسألة تدور حول عملية عسكرية تهدف إلى القضاء على تنظيم إرهابي يسعى لاحتلال عفرين وإجبار سكانها من الأخوة العرب والتركمان والأكراد على مغادرة منازلهم لأنهم يعارضون السياسة التي يمارسها التنظيم في المنطقة.
فيما وصف رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدرم" أوضاع عفرين التي يزعم البعض أنها دار الديمقراطية والحرية من خلال هذه العبارات: "قامت الميليشيات المسلحة بغصب المنازل والأموال، وجمع الجزية من سكان المنطقة، وإجبار الشباب والأطفال على الالتحاق بهم".
لكن المسألة لا تنتهي بهذه الأمور فقط، لو كان الأمر كذلك لما كان هناك ما يدعو لتدخل تركيا عسكرياً في المنطقة، إذ يمكن اعتبار أن هذه الأحداث هي مشاكل داخلية، لكننا نتحدث عن هجمات إرهابية صادرة عن هذا التنظيم تجاه الأراضي التركية، وذلك يعطي لأنقرة حق التدخل من أجل القضاء على مصدر التهديد.
وضّح يلدرم الظروف التي أدت إلى ضرورة التدخل العسكري من خلال تنفيذ عملية غصن الزيتون بهذه العبارات: "خلال السنوات السابقة تم توجيه 95 قذيفة من الأراضي السورية نحو تركيا، وأدى ذلك إلى مقتل 25 شخصاً من بينهم 13 لاجئ سوري، وإصابة 106 أشخاص من بينهم 29 لاجئ سوري أيضاً، هل يمكن أن نغض النظر عن هذه الأحداث ونتجاهل الأضرار المادية ومقتل الناس وقلق سكان المناطق الحدودية بسبب الهجمات الصادرة عن الأراضي السورية؟".
حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية هي منظمات إرهابية متمركزة في ما يقارب 65 بالمئة من الحدود التركية-السورية، وعلى الرغم من أن أمريكا أعطت لتركيا الحق في التدخل العسكري في سوريا إلا أنه من الطبيعي أن تشعر واشنطن بالقلق تجاه عملية عفرين العسكرية، لأنها دعمت هذه المنظمات بآلاف الشاحنات التي تحمل المعدات والأسلحة الثقيلة وبالتالي لن تتخلى عنها بسهولة.
عند النظر إلى ما يحدث في عفرين نلاحظ أن الظروف الموجودة تدعوا كل من لديه دوافع إنسانية إلى الاعتراض على الظلم المنتشر في المنطقة، ومن جهة أخرى لكي يستطيع أي شخص أن يتحدث عن الدبلوماسية والحوار ويعارض التدخل العسكري ضد تنظيم إرهابي يزعم أنه يقوم بتطهير منطقة بأساليبه الخاصة "القتل والنهب والترحيل" من أجل تسليمها للجهة المديرة له يجب أن يعتقد أنه الأذكى وأن البقية أغبياء، وخصوصاً حين يكون هذا التنظيم ينفذ هجمات إرهابية تؤدي إلى أضرار مادية إلى جانب مقتل وإصابة العديد من الأشخاص في الأراضي التركية.
كما أضاف يلدرم في بيان آخر: "إن الحدود الجنوبية لتركيا مجاورة لإحدى دول حلف الشمال الأطلسي -الناتو- وأنا لا أدرك كيف يمكن لدولة تنتمي لحلف الناتو -أمريكا- أن تنظر إلى دولة أخرى تنتمي لحلف الناتو أيضاً -تركيا- على أنها مصدر الخطر، وفي هذا السياق تقوم بتشكيل جيش ضد هذه الدولة، أعتقد أن هذه التصرفات ليست عبارة إلا عن محاولة تأسيس دولة إرهابية على امتداد البحر الأبيض المتوسط، وبالتأكيد الحكومة التركية لن تسمح بذلك مهما كانت هوية الجهة الفاعلة، ولا شك في أن المسؤولين الأتراك سيواصلون تأدية مهامهم تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان من أجل الحفاظ على أمان الدولة التركية وسلامة مواطنيها ومستقبل الدول المجاورة لها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس