انطون مارداسوف - صحفية نيوز. ري الروسية - ترجمة وتحرير ترك برس
يشرف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، شخصيا على سير العملية العسكرية "غصن الزيتون" ضد الميليشيات الكردية في منطقة عفرين السورية. وقد تجلى ذلك في الزيارة التي قام بها أردوغان إلى مقر العمليات، حيث قام بعقد اجتماعات بصفة دورية مع قادة رفيعي المستوى.
في هذا الإطار، ترأس الرئيس التركي عددا من الاجتماعات بحضور كبير مستشاريه، عدنان تانريفردي، الذي تم طرده في وقت سابق من الجيش الكمالي بسبب مواقفه التي تتناقض مع رؤية هذا الجيش. أما في الوقت الراهن، فيترأس تانريفردي شركة "سادات" للخدمات العسكرية والدعم اللوجستي، والتي تسمى غالبا "بالجيش الشخصي لأردوغان"، أو "الجيش الخاص بحزب العدالة والتنمية".
وقد أسس عدنان تانريفردي شركة "سادات" خلال سنة 2012، في خضم الحرب الأهلية المندلعة في الجارة السورية. وفي الواقع، يعد تانريفردي من الأشخاص المقربين جدا لأردوغان، إذ تجمعهما علاقة قوية مستمرة منذ سنوات عديدة. ومن خلال تأسيسه لشركة "سادات"، يهدف تانريفردي إلى مساعدة العالم العربي على الارتقاء إلى مستوى عسكري مرموق ويليق به بين القوى العظمى في العالم. ولعل ذلك ما يفسر عمل شركة "سادات" في البلدان ذات الغالبية المسلمة حصرا.
على صعيد آخر، واظب حساب يُعرف باسم "فوات أفني" على نشر تغريدات على تويتر بشكل منتظم حتى منتصف سنة 2016، والتي كشف من خلالها عن بعض المعلومات السرية التي تخص بعض قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم.
كما كتب هذا الحساب في العديد من المناسبات عن شركة "سادات"، وكشف بعض الأسرار عن القوات الشخصية للزعيم التركي، على غرار تدريب موظفي الشركة العسكرية الخاصة للمعارضة السورية، والشباب الناشطين في حزب العدالة والتنمية على حد السواء. في المقابل، أوضحت المعارضة التركية أن الشركة العسكرية الخاصة تقوم بتدريب اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي التركية، لتدخلهم بعد ذلك في صفوف المعارضة السورية.
ووفقا لما أفادت به عدة مصادر، تم تأسيس شركة "سادات" من قبل تانريفردي و23 ضابطا سابقا في الجيش التركي بناء على أمر شخصي من الرئيس أردوغان. في هذا الإطار، يعد الالتزام بالمبادئ الدينية، فضلا عن احترام برنامج حزب العدالة والتنمية، من بين الشروط الإلزامية لموظفي الشركة العسكرية الخاصة. ووفقا لمعلومات غير رسمية، تعمل الشركة بشكل نشط مع جهاز الاستخبارات الوطنية التركي فيما يتعلق بإعداد المعارضة وتوزيعها على الأراضي السورية، وكذلك في تنفيذ العمليات الحساسة.
وعموما، تولى عدنان تانريفردي منصب كبير المستشارين للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 16 آب/أغسطس الماضي، وذلك بالتزامن مع بدء عملية "درع الفرات" العسكرية في شمال سوريا وبعد نحو شهر من الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته تركيا.
وعلى الرغم من أن تانريفردي عُرف بتضارب مواقفه مع قيادة البلاد في السابق، إلا أن الأمر بات مختلفا في عهد رئاسة أردوغان، حيث التزم بتنفيذ المهام التي يضعها الزعيم التركي. وقد أكد تانريفردي في العديد من المناسبات أن نشاط الشركة العسكرية الخاصة يتم ضمن الإطار الذي تحدده السياسة الخارجية للبلاد، كما تقوم فقط على تقديم الاستشارات والتدريب. علاوة على ذلك، أُنشأت هذه الشركة بغرض تقديم المساعدة إلى القوات المسلحة التابعة للبلدان الإسلامية.
في الشأن ذاته، أفادت بعض التقارير أن تانريفردي تخلى عن رئاسة "سادات"، في حين نفت بعض المصادر التركية الخبر، مؤكدة أن تخلي تانريفردي عن رئاسة شركة "سادات" للخدمات العسكرية والدعم اللوجستي، لا يخدم مصالح الرئيس التركي.
من جانبهم، يعتقد الخبراء أن هذه الشركة الخاصة تعمل على نقل الوحدات النظامية، ما يساعد الدولة على تجنب العديد من المشاكل عن طريق نفي وجود صلة بين هذه الشركة والقوات المسلحة للبلاد. بالإضافة إلى ذلك، يسمح ذلك بالرهان على القوات التابعة للشركة العسكرية الخاصة أثناء القيام بالعديد من العمليات الحساسة، وبالتالي، تجنب وقوع قتلى في صفوف الجيش التركي، وضمان رضا الأتراك.
ويقوم موظفو "سادات" بتسليم الأسلحة إلى المعارضة السورية، وتدريب بعض الفصائل، وكذلك دعم عملية "درع الفرات" وعملية "غصن الزيتون".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس