حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
بما أن المصادر الإسرائيلية بدأت بنشر الخرائط، هناك اتفاق صامت أُبرم بين القوى، التي ترى في نفسها صلاحية وضع نظام للعالم، على تقسيم سوريا إلى ثلاثة أجزاء.
وفي إطار السياسة الأمريكية يتواصل صدور التصريحات، ليس عن الوزراء أو الرئيس، بل حتى على لسان قائد ميداني، حول استمرار اتفاقية الشراكة مع وحدات حماية الشعب.
وفي مقابل كل تصريح أمريكي، يصدر بيان عن روسيا والنظام السوري حول تأسيس قاعدة عسكرية جديدة استنادًا إلى الاتفاقية الموقعة بينهما.
لا بد أن تصريح الولايات المتحدة بانسحابها عند انتهاء تنظيم داعش، صدر لطمأنة رأي عام صدّق هذا التصريح. فرغم مرور أكثر من شهرين على إعلان انتهاء التنظيم، بدأت تظهر مناطق سيطرة لداعش في أماكن غير متوقعة، وأخذت الأنباء تتوارد عن إعادة التنظيم ترتيب أوراقه وحتى استعداده لتنفيذ هجمات.
وبعبارة قائد القوات المركزية الأمريكية جوزف فوتيل فإن شراكة الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب، وتقديمها التدريب والتسليح والمشورة العسكرية لهذه المجموعة الإرهابية سيستمران ما دامت تقاتل داعش.
الولايات المتحدة هي من تضع الشروط، وهي من تقرر فيما إذا كانت الشروط المطلوبة قد تحققت. وهذه الولايات المتحدة تعطي 32% من سوريا ومناطق إنتاج النفط بأسرها إلى حزب الاتحاد الديمقراطي.
من جانبها تسعى القوات الروسية والسورية، التي لا تجازف بمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، في إطار لعبة للاستيلاء على الأراضي، إلى اقتناص المناطق التي لم تُمنح بعد لحزب الاتحاد الديمقراطي.
ويبدو أن هذا السباق سينتهي بتحول الجزء الواقع شرق الفرات من سوريا إلى منطقة كردية. ومن الممكن في أي وقت عقد اتفاق بشأن تقاسم النفط الموجود فيها مع الأسد.
عند النظر إلى مواقع القواعد الروسية الست على الخريطة يتضح أن الجزء من غرب الفرات حتى لبنان والبحر المتوسط محتل من قبل حزب الله، وكيل إيران، والقوات الروسية. تحرك النظام وروسيا السريع نحو إدلب يشير إلى أنهما يريدان ضم حلب إلى هذه المنطقة.
ممتار! سيكون شرقي الفرات منطقة كردية، وغربه منطقة شيعية، لكن ماذا بقي لسنة سوريا، الذين كانوا يشكلون 75% من السكان قبل الحرب؟
لم يبقَ مجموعة عسكرية واحدة من جبهة المعارضة يمكن أن تحظى برضى المثقفين العلمانيين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا. فالبعض منها أُلصقت به تهمة السعي لتطبيق الشريعة، والآخر بأنه موالٍ للقاعدة، وجزء منها دُمغ بأنه تابع لداعش، وآخرون لحركة طالبان.
سيطر الجيش الحر، الذي لم يوصم بالإرهاب بعد على الصعيد الدولي باستثناء بعض السفهاء في تركيا، على مساحة قدرها 3% من سوريا، في إطار عملية لحماية أمن تركيا، فهل تكون هذه المساحة هي "المنطقة الثالثة"؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس