مليح ألتينوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تواصل البلدان ذات النفوذ في المنطقة حاليًّا حروبها بالوكالة في سوريا حيث يحتدم الصراع.
تضرب البلدان المذكورة منافسيها بيد التنظيمات الإرهابية التي تتحكم بها.
فوحدات حماية الشعب، المطية التي تستخدمها الولايات المتحدة، تضرب دبابة وتسقط طائرة مروحية تابعة للجيش التركي، وترسل المدنيين والأطفال في المقدمة، لتنفذ من ورائهم هجمات تقتل فيها جنودنا..
من جهة أخرى، تتعرض الميليشيلت الإيرانية الموالية للنظام السوري للقصف من جانب الولايات المتحدة بعد هجومها على وحدات حماية الشعب..
ثم تُسقط طائرة حربية تابعة لروسيا..
يتبعها إسقاط مقاتلة إسرائيلة..
أما المرحلة التالية، فستكون حربًا مفتوحة، والتطورات تشير إلى أنه لم يبق إلا القليل على اندلاعها..
لأن من يقفون وراء البيادق لم يعودوا يشعرون بالحاجة للتخفي، فالبيادق لم تعد قادرة على تنفيذ المطلوب منها، وإن رغبت بذلك.
حتى أن أنباء بدأت وسائل الإعلام بتداولها حول مواجهات مباشرة بين القوات الروسية والأمريكية في شمال سوريا..
وأمس الأول صدر بيان عن طهران، يقول إن القواعد الأمريكية والعناصر الإسرائيلية أصبحت هدفًا مشروعًا لقواتها.
وفي حين تتجه السخونة المتزايدة إلى الاشتعال شيئًا فشيئًا، تستعرض البيادق على الساحة السياسية التركية مهاراتها بكل صفاقة.
فزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو، يدعم وحدات حماية الشعب، ويدلي بتصريحات منسجمة مع البنتاغون، التي تقف في جبهة مضادة لنا في الميدان.
وبينما كان الجنرال الأمريكي يلوح بتهديدات لتركيا من معسكر حزب العمال الكردستاني في غرب الفرات، كان قلجدار أوغلو يعبر عما يريد الجنرال قوله:
"لتكن مدة العملية قصيرة، ولا تدخلوا عفرين!".
وأمس الأول، انعقد المؤتمر العام لحزب الشعوب الديمقراطي.
بينما كان 11 عسكريًّا يوارون الثرى، وجه المشاركون في المؤتمر تحياتهم ودعمهم إلى قتلة العسكريين في عفرين.
أرسلوا زهور القرنفل الحمراء إلى القتلة، وهم ينادون بـ"السلام"!
هذه ليست ديمقراطية، وإنما "سياسة بالوكالة". يصرحون بما لا يجرؤ أعداء تركيا الحقيقيين في الميدان على قوله، ويتحدثون باسمهم.
تصوروا، إذا وقعت حرب مفتوحة في سوريا، لا قدّر الله، سيكون هؤلاء تحت سقف البرلمان، الذي سيدير المرحلة..
من يقفون إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل ومطيتهما حزب العمال الكردستاني وفروعه، وليس إلى جانب تركيا، سوف يتخذون قرارات بشأن مستقبلنا!!
لكن الشعب يدرك ما يحدث، وأنا على ثقة بأنه سيلقن هؤلاء "الساسة بالوكالة" درسًا في أول انتخابات..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس