لورينزو فيتا - صحيفة لي أوكي ديلا غويرا - ترجمة وتحرير ترك برس

في الآونة الأخيرة، انفجرت أزمة ديبلوماسية بين تركيا وإيطاليا على خلفية اعتراض القوات البحرية التركية سبيل سفينة تابعة لشركة "إيني" الإيطالية العملاقة في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص.

وحسب ما أكده المتحدث باسم شركة "إيني"، اضطرت السفينة يوم الجمعة الماضي إلى التوقف في المياه القبرصية، وهي في طريقها للتنقيب عن الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه في تلك المنطقة مؤخرا. وقد بررت تركيا اعتراضها للسفينة بأن المنطقة تمثل مسرحا لمناورات عسكرية.

وفي هذا الإطار، أكد المتحدث باسم الشركة الإيطالية أن السفينة ستظل في مكانها إلى أن يطرأ تطور على الوضع. والجدير بالذكر أن سفينة "سايبم 12000" كانت متجهة لاستكشاف بلوك 3 من المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية. وعلى الرغم من أن هذه الرحلة تمت بموافقة الحكومة القبرصية، إلا أن هذه المنطقة تندرج ضمن المناطق المتنازع عليها بين تركيا وقبرص.

ووفقا للأنباء القادمة من شرق المتوسط، لا تزال السفينة قابعة في مكانها قبالة سواحل قبرص. وحيال هذا الشأن، قامت حكومة جزيرة قبرص بفتح باب الحوار مع شركة "إيني" الإيطالية من أجل إيجاد حل للأزمة في أسرع وقت ممكن. وحسب ما أفادت به صحيفة "قبرص مايل"، حذرت السلطات التركية، في السادس من شباط/ فبراير الجاري، سفينة "سايبم 12000" من الاقتراب من منطقة التدريب العسكري، علما وأن هذه المنطقة تعتبر مياه إقليمية مشتركة بين تركيا وقبرص.

ومن جهتها، اعتبرت جزيرة قبرص اعتراض البحرية التركية للسفينة التابعة لشركة "إيني" الإيطالية انتهاكا للقانون الدولي وعملا غير قانوني. وفي المقابل، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن استيائه، معتبرا ما قامت به الشركة الإيطالية أمرا خاطئا. فبالنسبة للرئيس التركي، تشكل مثل هذه الأنشطة تهديدا لجمهورية شمال قبرص التركية.

وفي السياق ذاته، انتقد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في حوار صحفي له مع صحيفة "كاثيميريني" اليونانية، شركة "سان دوناتو ميلانيزي" وبدأها عمليات التنقيب. كما أكد جاويش أوغلو قائلا: "لن تسمح تركيا بالتنقيب عن الهيدروكربونات أو القيام بأي أنشطة من هذا النوع على الجرف القاري التركي". فضلا عن ذلك، أوضح جاويش أوغلو أن "هذه الموارد هي ملك للقبارصة الأتراك فقط"، مشيرا إلى أن هذه الثروات عبارة عن حقوق لا يمكن المساس بها.

وقد جاءت هذه التصريحات في أعقاب الزيارة التي أداها أردوغان إلى روما. وبناء على ذلك، يمكن القول إن العلاقات التركية الإيطالية أخذت منحى أكثر تعقيدا بسبب الصراع على الغاز الطبيعي. من جهة أخرى، لا يعد الخلاف بين قبرص وتركيا على تلك المنطقة وليد اللحظة، إذ أن حقل كاليبسو يمثل ثروة طبيعية.

وتجدر الإشارة إلى أن السفينة الإيطالية كانت بصدد التنقيب عن الغاز الطبيعي في منطقة نيقوسيا، التي يعترف بها الاتحاد الأوروبي وجميع المنظمات الدولية. وفي الأثناء، ترفض تركيا إجراء أية عمليات بحث عن الغاز الطبيعي داخل المياه الإقليمية المشتركة بينها وبين قبرص.

ويمكن الجزم بأن عزم تركيا على القيام بمناورات عسكرية في تلك المنطقة المتنازع عليها وعرقلة عمل السفينة الإيطالية، قد يؤدي إلى التصعيد في العلاقات التركية الإيطالية. إلى جانب ذلك، من شأن هذه الحادثة أن تخلق أزمة في الشرق الأوسط، حيث يُعزى ذلك لتواجد هذه المنطقة البحرية الغنية بالثروات الطبيعية بين القوى الإقليمية والدولية المتصارعة فيما بينها؛ وهي تركيا، ولبنان، ومصر، وإسرائيل، وقبرص، علاوة على الاتحاد الأوروبي. وعموما، تهتم أكبر شركات النفط في العالم بوضع يدها على هذه الكنوز الموجودة في قاع البحر.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس