محمد تيزكان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
قيل إن الأزمة السورية انتهت مع إخراج داعش من مناطق سيطرته..
وقيل إن الدور جاء على تحقيق الحل السياسي..
وقيل إن عصر السلام حل..
لكن لم يحدث ذلك، بل إن الطين زاد بلة..
أسوأ ما في الأمر هو أن بلدين عضوين في الناتو أصبحا في مواجهة مع بعضهما.. أنقرة وواشنطن تتراشقان الاتهامات..
وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون يزور أنقرة يوم الخميس، فماذا سيحدث؟
نظيره التركي مولود جاويش أوغلو وضع النقاط على الحروف بقوله: "إما أن نصلح العلاقات مع الولايات المتحدة، وإما أن تنقطع تمامًا"..
أيام عصيبة هذه..
لا أعتقد أن واشنطن سوف تتخلى عن التعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب..
من الممكن أن ينسحب الحزب إلى شرق الفرات..
هل تطمئن هذه الخطوة، أي الانسحاب من عفرين ومنبج، أنقرة؟
يبدو أنها ستطمئنها..
وما تبقى هو أمور يمكن حلها على طاولة المباحثات..
لكن القضية ليست بهذا الوضوح والبساطة.. فالعلاقات متشابكة جدًّا فيما بينها.. وحزب الاتحاد الديمقراطي حصل على دعم رسمي من نظام دمشق..
نعم، حزب الاتحاد الديمقراطي المدعوم أمريكيًّا على تواصل وثيق مع الأسد..
من المعروف أن الحزب نقل قوات له من منبج إلى عفرين بموافقة نظام دمشق.. وهناك ادعاءات تقول إن الحزب يعتزم دعوة جيش النظام إلى عفرين..
فماذا سيحدث عندها؟
هل يضطر جيشنا إلى القتال ضد قوات النظام؟
في هذه الحالة، ماذا تفعل موسكو؟
أو الصين؟
أقول الصين لأن سفيرها في دمشق أعلن أن بلاده ستكون أكثر فعالية في سوريا من الآن فصاعدًا..
السفير الصيني أعلن أن بكين أيضًا ستخوص غمار اللعبة..
وبطبيعة الحال ستكون إلى جانب النظام السوري..
الجميع غمسوا أيديهم في المستنقع السوري..
الجميع يرقبون تحركات بعضهم البعض..
الجميع يرقصون مع بعضهم البعض..
لم يعد من الممكن القول إن هذه البلدان في تحالف.. وتلك في شقاق..
أصبح من المستحيل التمييز بين البلدان من هذه الناحية.. كل خطوة وكل تطور يغير من مواقف البلدان تجاه بعضها..
ومن نعتقد أنهم يقفون في صف واحد يمكن أن يصبحوا في مواجهة بأي لحظة..
كانت الأوضاع صعبة في سوريا.. ومع مرور كل يوم تزداد صعوبة وتعقيدًا..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس